نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 13 صفحه : 42
و قد علم الله تعالى و المسلمون أنه لو لا الحدث الذي أحدث و القوم الذين صحبهم فقتلهم غدرا و اتخذ أموالهم ثم التجأ إلى 14رسول الله ص ليعصمه لم يسلم و لا وطئ حصا المدينة .
14- قال الطبري و قد اختلف في سن 14رسول الله ص فالأكثرون أنه كان ابن ثلاث و ستين سنة و قال قوم ابن خمس و ستين سنة و قال قوم ابن ستين . فهذا ما ذكره الطبري في تاريخه [1] .
14,1- و روى محمد بن حبيب في أماليه قال تولى غسل 14النبي ص 1علي ع و العباس رضي الله عنه .
و كان 1علي ع يقول بعد ذلك ما شممت أطيب من ريحه و لا رأيت أضوأ من وجهه حينئذ و لم أره يعتاد فاه ما يعتاد أفواه الموتى قال محمد بن حبيب فلما كشف الإزار عن وجهه بعد غسله انحنى عليه فقبله مرارا و بكى طويلا و قال بأبي أنت و أمي طبت حيا و طبت ميتا انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد سواك من النبوة و الأنباء و أخبار السماء خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك و عممت حتى صارت المصيبة فيك سواء و لو لا أنك أمرت بالصبر و نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشئون و لكن أتى ما لا يدفع أشكو إليك كمدا و إدبارا مخالفين و داء الفتنة فإنها قد استعرت نارها و داؤها الداء الأعظم بأبي أنت و أمي اذكرنا عند ربك و اجعلنا من بالك و همك ثم نظر إلى قذاة في عينه فلفظها بلسانه ثم رد الإزار على وجهه .