responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 13  صفحه : 300

و ليس الإسلام بمانع من بقاء الأحقاد في النفوس كما نشاهده اليوم عيانا و الناس كالناس الأول و الطبائع واحدة فأحسب أنك كنت من سنتين أو ثلاث جاهليا أو من بعض الروم و قد قتل واحد من المسلمين ابنك أو أخاك ثم أسلمت أ كان إسلامك يذهب عنك ما تجده من بغض ذلك القاتل و شنآنه كلا إن ذلك لغير ذاهب هذا إذا كان الإسلام صحيحا و العقيدة محققة لا كإسلام كثير من العرب فبعضهم تقليدا و بعضهم للطمع و الكسب و بعضهم خوفا من السيف و بعضهم على طريق الحمية و الانتصار أو لعداوة قوم آخرين من أضداد الإسلام و أعدائه .

و اعلم أن كل دم أراقه 14رسول الله ص بسيف 1علي ع و بسيف غيره فإن العرب بعد وفاته ع عصبت تلك الدماء 1بعلي بن أبي طالب ع وحده لأنه لم يكن في رهطه من يستحق في شرعهم و سنتهم و عادتهم أن يعصب به تلك الدماء إلا 1بعلي وحده و هذه عادة العرب إذا قتل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل فإن مات أو تعذرت عليها مطالبته طالبت بها أمثل الناس من أهله .

لما قتل قوم من بني تميم أخا لعمرو بن هند قال بعض أعدائه يحرض عمرا عليهم‌ [1]

من مبلغ عمرا بأن # المرء لم يخلق صباره‌ [2]

و حوادث الأيام لا # يبقى لها إلا الحجاره

ها إن عجزة أمه # بالسفح أسفل من أواره‌ [3]

تسفي الرياح خلال # كشحيه و قد سلبوا إزاره

فاقتل زرارة لا أرى # في القوم أمثل من زراره .


[1] هو عمرو بن ملقط الطائى، و الأبيات في تاريخ ابن الأثير 1: 335، ضمن خبره عن يوم أواره الثاني، و هي أيضا في اللسان 6: 111.

[2] الصبارة: الحجار: الملس، كأنّه يقول: ليس الإنسان بحجر فيصبر على مثل هذا.

[3] أول ولد المرأة يقال له زكمة، و الآخر عجزة.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 13  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست