نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 13 صفحه : 21
و من شعر الحماسة
لقومي أرعى للعلا من عصابة # من الناس يا حار بن عمرو تسودها [1]
و أنتم سماء يعجب الناس رزها # بآبدة تنحي شديد وئيدها [2]
تقطع أطناب البيوت بحاصب # و أكذب شيء برقها و رعودها
فويل أمها خيلا بهاء و شارة # إذا لاقت الأعداء لو لا صدودها.
و منه أيضا
و كاثر بسعد إن سعدا كثيرة # و لا ترج من سعد وفاء و لا نصرا [3]
يروعك من سعد بن زيد جسومها # و تزهد فيها حين تقتلها خبرا
قوله ع و ماد القامة قصير الهمة قريب من المعنى الأول إلا أنه خالف بين الألفاظ فجعل الناقص بإزاء التام و القصير بإزاء الماد و يمكن أن يجعل المعنيان مختلفين و ذلك لأنه قد يكون الإنسان تام العقل إلا أن همته قصيرة و قد رأينا كثيرا من الناس كذلك فإذن هذا قسم آخر من الاختلاف غير الأول .
قوله ع و زاكي العمل قبيح المنظر يريد بزكاء أعماله حسنها و طهارتها فيكون قد أوقع الحسن بإزاء القبيح و هذا القسم موجود فاش بين الناس .
قوله و قريب القعر بعيد السبر أي قد يكون الإنسان قصير القامة و هو مع ذلك داهية باقعة و المراد بقرب قعره تقارب ما بين طرفيه فليست بطنه بمديدة
[1] لقراد بن حنش الصاردى-ديوان الحماسة-بشرح المرزوقى 3: 1430.
[2] السماء هنا: السحاب. و الرز و الوئيد جميعا: الصوت. و معنى: «تنحى» تقبل.