نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 12 صفحه : 88
المسلمون بينهما فرجح قوم هذا و قوم هذا فليس ذلك دالا على أن القوم سووا بينه و بين عمر و جعلوا القولين مسألة خلاف ذهب كل فريق إلى نصرة واحد منهما كما يختلف اثنان من عرض المسلمين في بعض الأحكام فينصر قوم هذا و ينصر ذاك آخرون فمن بلغت قوته و همته إلى هذا كيف ينكر منه أنه يبايع أبا بكر لمصلحة رآها و يعدل عن النص و من الذي كان ينكر عليه ذلك و هو في القول الذي قاله 14للرسول ص في وجهه غير خائف من الأنصار و لا ينكر عليه أحد لا 14رسول الله ص و لا غيره و هو أشد من مخالفة النص في الخلافة و أفظع و أشنع ـ قال النقيب على أن الرجل ما أهمل أمر نفسه بل أعد أعذارا و أجوبة و ذلك لأنه قال لقوم عرضوا له بحديث النص أن 14رسول الله ص رجع عن ذلك بإقامته أبا بكر في الصلاة مقامه و أوهمهم أن ذلك جار مجرى النص عليه بالخلافة و قالأيكم يطيب نفسا أن يتقدم قدمين قدمهما 14رسول الله ص في الصلاة ثم أكد ذلك بأن قال لأبي بكر و قد عرض عليه البيعة أنت صاحب 14رسول الله ص في المواطن كلها شدتها و رخائها رضيك لديننا أ فلا نرضاك لدنيانا .
ثم عاب 1عليا بخطبته بنت أبي جهل فأوهم أن 14رسول الله ص كرهه لذلك و وجد عليه و أرضاه 14- عمرو بن العاص فروى حديثا افتعله و اختلقه على 14رسول الله قال سمعته يقول إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء إنما وَلِيِّيَ اَللََّهُوَ صََالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ . فجعلوا ذلك كالناسخ 14- لقوله ص من كنت مولاه فهذا مولاه. قلت للنقيب أ يصح النسخ في مثل هذا أ ليس هذا نسخا للشيء قبل تقضي وقت فعله فقال سبحان الله من أين تعرف العرب هذا و أنى لها أن تتصوره فضلا عن أن تحكم بعدم جوازه فهل يفهم حذاق الأصوليين هذه المسألة فضلا عن حمقى العرب هؤلاء قوم ينخدعون بأدنى شبهة و يستمالون بأضعف [1] سبب و تبنى الأمور معهم على ظواهر