نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 12 صفحه : 6
قوله فلقد قوم الأود أي العوج أود الشيء بالكسر يأود أودا أي أعوج و تأود العود يتأود .
و العمد انفضاخ [1] سنام البعير و منه يقال للعاشق عميد القلب و معموده .
قوله أصاب خيرها أي خير الولاية و جاء بضميرها و لم يجر ذكرها لعادة العرب في أمثال ذلك كقوله تعالى حَتََّى تَوََارَتْ بِالْحِجََابِ [2] .
و سبق شرها أي مات أو قتل قبل الأحداث و الاختلاط الذي جرى بين المسلمين .
قوله و اتقاه بحقه أي بأداء حقه و القيام به .
فإن قلت و أي معنى في قوله و اتقاه بأداء حقه و هل يتقى الإنسان الله بأداء الحق إنما قد تكون التقوى علة في أداء الحق فأما أن يتقي بأدائه فهو غير معقول .
قلت أراد ع أنه اتقى الله و دلنا على أنه اتقى الله بأدائه حقه فأداء الحق علة في علمنا بأنه قد اتقى الله سبحانه .
ثم ذكر أنه رحل و ترك الناس في طرق متشعبة متفرقة فالضال لا يهتدي فيها و المهتدي لا يعلم أنه على المنهج القويم و هذه الصفات إذا تأملها المنصف و أماط عن نفسه الهوى علم أن 1أمير المؤمنين ع لم يعن بها إلا عمر لو لم يكن قد روي لنا توقيفا و نقلا أن المعني بها عمر فكيف و قد رويناه عمن لا يتهم في هذا الباب
[نكت من كلام عمر و سيرته و أخلاقه]
و نحن نذكر في هذا الموضع نكتا من كلام عمر و سيرته و أخلاقه .