نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 267
و احتج الذاهبون إلى أن مرضه كان ذات الجنب بما روي من انتصابه و تعذر الاضطجاع و النوم عليه 14,1- قال سلمان الفارسي دخلت عليه صبيحة يوم قبل اليوم الذي مات فيه فقال لي يا سلمان أ لا تسأل عما كابدته الليلة من الألم و السهر أنا و 1علي فقلت يا 14رسول الله أ لا أسهر الليلة معك بدله فقال لا هو أحق بذلك منك . و زعم آخرون أن مرضه كان أثرا لأكلة السم التي أكلها ع و احتجوا 14- بقوله ص ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري [1] . و من لم يذهب إلى ذات الجنب فأولوا قول 1علي ع فاضت بين نحري و صدري نفسك فقالوا أراد بذلك آخر الأنفاس التي يخرجها الميت و لا يستطيع إدخال الهواء إلى الرئة عوضا عنها و لا بد لكل ميت من نفخة تكون آخر حركاته .
و يقول قوم إنها الروح و عبر 1علي ع عنها بالنفس لما كانت العرب لا ترى بين الروح و النفس فرقا .
و اعلم أن الأخبار مختلفة في هذا المعنى فقد 14- روى كثير من المحدثين عن عائشة أنها قالت توفي 14رسول الله ص بين سحري [2] و نحري . و روى كثير منهم هذا اللفظ عن 1علي ع أنه قال عن نفسه و 14,1- قال في رواية أخرى ففاضت نفسه في يدي فأمررتها على وجهي .
[1] الأبهر: عرق إذا انقطع مات صاحبه، و هما أبهران يخرجان من القلب، ثمّ يتشعب منهما سائر الشرايين.