responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 245

ما ورد به كتابك لألفينك بين الحالين طليحا و هبني إخالك بعد خوض الدماء تنال الظفر هل في ذلك عوض من ركوب المأثم و نقص الدين .

أما أنا فلا على بني أمية و لا لهم أجعل الحزم داري و البيت سجني و أتوسد الإسلام و أستشعر العافية فاعدل أبا عبد الرحمن زمام راحلتك إلى محجة الحق و استوهب العافية لأهلك و استعطف الناس على قومك و هيهات من قبولك ما أقول حتى يفجر مروان ينابيع الفتن تأجج في البلاد و كأني بكما عند ملاقاة الأبطال تعتذران بالقدر و لبئس العاقبة الندامة و عما قليل يضح لك الأمر و السلام .

هذا آخر ما تكاتب القوم به و من وقف عليه علم أن الحال لم يكن حالا يقبل العلاج و التدبير و أنه لم يكن بد من السيف و أن 1عليا ع كان أعرف بما عمل . و قد أجاب ابن سنان في كتابه الذي سماه العادل عن هذا السؤال فقال قد علم الناس كافة أنه ع في‌عرض عليه عبد الرحمن بن عوف أن يعقد له الخلافة على أن يعمل بكتاب الله و سنة 14رسوله و سيرة أبي بكر و عمر فلم يستجب إلى ذلك و قال بل على أن أعمل بكتاب الله و سنة 14رسوله و أجتهد رأيي .

و قد اختلف الناس في ذلك فقالت الشيعة إنما لم يدخل تحت الشرط لأنه لم يستصوب سيرتهما و قال غيرهم إنما امتنع لأنه مجتهد و المجتهد لا يقلد المجتهد فأيهما أقرب على القولين جميعا إثما و أيسر وزرا أن يقر معاوية على ولاية الشام مدة إلى أن تتوطد خلافته مع ما ظهر من جور معاوية و عداوته و مد يده إلى الأموال و الدماء أيام سلطانه أو أن يعاهد عبد الرحمن على العمل بسيرة أبي بكر و عمر ثم يخالف بعض أحكامها إذا استقر الأمر له و وقع العقد و لا ريب أن أحدا لا يخفى عليه فضل ما بين‌

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست