نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 18
و من الكلام 1- المروي 1عنه ع و يروى أيضا عن غيره أيها الناس إن هذه النفوس طلعة [1] فإلا تقدعوها [2] تنزع بكم إلى شر غاية [3] . و قال الشاعر
و ما النفس إلا حيث يجعلها الفتى # فإن أطمعت تاقت و إلا تسلت (1) -.
ثم قال ع نفس المؤمن ظنون عنده الظنون البئر [4] التي لا يدرى أ فيها ماء أم لا فالمؤمن لا يصبح و لا يمسي إلا و هو على حذر من نفسه معتقدا فيها التقصير و التضجيع [5] في الطاعة غير قاطع على صلاحها و سلامة عاقبتها (2) - .
و زاريا عليها عائبا زريت عليه عبت (3) - .
ثم أمرهم بالتأسي بمن كان قبلهم و هم الذين قوضوا من الدنيا خيامهم أي نقضوها (4) - و طووا أيام العمر كما يطوي المسافر منازل طريقه وَ اِعْلَمُوا أَنَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ هُوَ اَلنَّاصِحُ اَلَّذِي لاَ يَغُشُّ وَ اَلْهَادِي اَلَّذِي لاَ يُضِلُّ وَ اَلْمُحَدِّثُ اَلَّذِي لاَ يَكْذِبُ وَ مَا جَالَسَ هَذَا اَلْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى وَ اِعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ اَلْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ وَ لاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ اَلْقُرْآنِ مِنْ
[3] الخبر في الفائق 1: 246 منسوب إلى الحسن البصرى بهذه الرواية: «حادثوا هذه القلوب بذكر اللّه؛ فإنها سريعة الدثور، و اقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة» . و انظر نهاية ابن الأثير 3:
42، 234.
[4] في اللسان عن المحكم: «بئر ظنون: قليلة الماء لا يوثق بمائها» .