نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 171
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اَللَّهِ بِتَقْوَى اَللَّهِ فَإِنَّهَا اَلزِّمَامُ وَ اَلْقِوَامُ فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا وَ اِعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى أَكْنَانِ اَلدَّعَةِ وَ أَوْطَانِ اَلسَّعَةِ وَ مَعَاقِلِ اَلْحِرْزِ وَ مَنَازِلِ اَلْعِزِّ فِي يَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ اَلْأَبْصََارُ وَ تُظْلِمُ لَهُ اَلْأَقْطَارُ وَ تُعَطَّلُ فِيهِ صُرُومُ اَلْعِشَارِ وَ يُنْفَخُ فِي اَلصُّورِ* فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَةٍ وَ تَبْكُمُ كُلُّ لَهْجَةٍ وَ تَذِلُّ اَلشُّمُّ اَلشَّوَامِخُ وَ اَلصُّمُّ اَلرَّوَاسِخُ فَيَصِيرُ صَلْدُهَا سَرَاباً رَقْرَاقاً رَقْرَقاً وَ مَعْهَدُهَا قَاعاً سَمْلَقاً فَلاَ شَفِيعٌ يَشْفَعُ وَ لاَ حَمِيمٌ يَنْفَعُ وَ لاَ مَعْذِرَةٌ تَدْفَعُ (1) -. أظهر سبحانه من آثار سلطانه نحو خلق الأفلاك و دخول بعضها في بعض كالمميل الذي يشتمل على المائل و فلك التدوير و غيرهما و نحو خلق الإنسان و ما تدل كتبالتشريحمن عجيب الحكمة فيه و نحو خلق النبات و المعادن و ترتيب العناصر و علاماتها و الآثار العلوية المتجددة حسب تجدد أسبابها ما حير عقول هؤلاء و أشعر بأنها إذا لم يحط بتفاصيل تلك الحكم مع أنها مصنوعة [1] فالأولى ألا تحيط بالصانع الذي هو بريء عن المادة و علائق الحس .
و المقل جمع مقلة و هي شحمة العين التي تجمع السواد و البياض و مقلت الشيء نظرت إليه بمقلتي و أضاف المقل إلى العقول مجازا و مراده البصائر .
و ردع زجر و دفع و هماهم النفوس أفكارها و ما يهمهم به عند التمثيل و الروية في الأمر و أصل الهمهمة صويت يسمع لا يفهم محصوله .