نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 142
قوله نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزلت في الرخاء يعني أنهم قد طابوا نفسا في البلاء و الشدة كطيب أنفسهم بأحوالهم في الرخاء و النعمة و ذلك لقلة مبالاتهم بشدائد الدنيا و مصائبها و تقدير الكلام من جهة الإعراب نزلت أنفسهم منهم في حال البلاء نزولا كالنزول الذي نزلته منهم في حال الرخاء فموضع كالذي نصب لأنه صفة مصدر محذوف و الموصول قد حذف العائد إليه و هو الهاء في نزلته كقولك ضربت الذي ضربت أي ضربت الذي ضربته (1) - .
ثم قال ع إنهم من شدة شوقهم إلى الجنة و من شدة خوفهم من النار تكاد أرواحهم أن تفارق أجسادهم لو لا أن الله تعالى ضرب لهم آجالا ينتهون إليها .
ثم ذكر أن الخالق لما عظم في أعينهم استصغروا كل شيء دونه و صاروا لشدة يقينهم و مكاشفتهم كمن رأى الجنة فهو يتنعم فيها و كمن رأى النار و هو يعذب فيها و لا ريب أن من يشاهد هاتين الحالتين يكون على قدم عظيمة من العبادة و الخوف و الرجاء و هذا مقام جليل و مثله 1- قوله ع في حق نفسه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا . و الواو في و الجنة واو مع و قد روي بالعطف بالرفع على أنه معطوف على هم و الأول أحسن (2) - .
ثم وصفهم بحزن القلوب و نحافة الأجسام و عفة الأنفس و خفة الحوائج و أن شرورهم مأمونة على الناس و أنهم صبروا صبرا يسيرا أعقبهم نعيما طويلا .
ثم ابتدأهم فقال تجارة مربحة أي تجارتهم تجارة مربحة فحذف المبتدأ و روي تجارة مربحة بالنصب على أنه مصدر محذوف الفعل (3) - .
قوله أما الليل بالنصب على الظرفية و روي أما الليل على الابتداء .
قوله تالين منصوب على أنه حال إما من الضمير المرفوع بالفاعلية في صافون أو من الضمير المجرور بالإضافة في أقدامهم .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 10 صفحه : 142