responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 117

لأن النطق حركة الأداة بالكلام و الكلام يستحيل أن يكون ذا أداة ينطق بالكلام بها و هو من حيث يتضمن الإخبار و الأمر و النهي و النداء و غير ذلك من أقسام الكلام كالناطق لأن الفهم يقع عنده و هذا من باب المجاز كما تقول هذه الربوع الناطقة و أخبرتني الديار بعد رحيلهم بكذا .

ثم وصفه بأنه حجة الله على خلقه‌ لأنه المعجزة الأصلية (1) - .

أخذ سبحانه على‌ الخلائق ميثاقه و ارتهن عليه أنفسهم‌ لما كان سبحانه قد قرر في عقول المكلفين أدلة التوحيد و العدل و من جملة مسائل العدل النبوة و يثبت نبوة 14محمد ص عقلا كان سبحانه بذلك كالآخذ ميثاق المكلفين بتصديق دعوته و قبول القرآن الذي جاء و جعل به نفسهم رهنا على الوفاء بذلك فمن خالف خسر نفسه و هلك هلاك الأبد .

هذا تفسير المحققين و من الناس من يقول المراد بذلك قصة الذرية قبل خلق آدم ع كما ورد في الأخبار و كما فسر قوم عليه الآية (2) - .

ثم ذكر ع أن الله تعالى قبض 14رسوله ص و قد فرغ إلى الخلق‌ بالقرآن من الإكمال و الإتمام كقوله تعالى‌ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‌ [1] و إذا كان قد أكمله لم يبق فيه نقص ينتظر إتمامه (3) - .

قال‌ فعظموا من الله ما عظم من نفسه لأنه سبحانه وصف نفسه بالعظمة و الجلال في أكثر القرآن فالواجب علينا أن نعظمه على حسب ما عظم نفسه سبحانه (4) - .

ثم علل وجوب تعظيمه و حسن أمره لنا بتعظيمه سبحانه بكونه لم يخف‌ عنا شيئا من أمر ديننا و ذلك لأن الشرعيات مصالح المكلفين و إذا فعل الحكيم سبحانه بنا


[1] سورة المائدة 3.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 10  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست