ثُمَّ نَزَلَ ع مِنَ اَلْمِنْبَرِ. قال الرضي رحمه الله أقول الأرمية جمع رمي و هو السحاب و الحميم هاهنا وقت الصيف و إنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنه أشد جفولا و أسرع خفوقا لأنه لا ماء فيه و إنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء و ذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء و إنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا و الإغاثة إذا استغيثوا و الدليل على ذلك قوله
هنالك لو دعوت أتاك منهم (1) -
تواترات عليه الأخبار مثل ترادفت و تواصلت الناس من يطعن في هذا و يقول التواتر لا يكون إلا مع فترات بين أوقات الإتيان و منه قوله سبحانه ثُمَّ أَرْسَلْنََا رُسُلَنََا تَتْرََا [2] ليس المراد أنهم مترادفون بل بين كل نبيين فترة قالوا و أصل تترى من الواو و اشتقاقها من الوتر و هو الفرد و عدوا هذا الموضع مما تغلط فيه الخاصة.
[1] البيت في اللسان (19: 54) ، و نسبه إلى أبى جندب الهذلى، و روايته: «رجال مثل أرمية الحميم» .