ثم إنه ع ذكر أن لسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خيرا له من المال يورثه غيره و لسان الصدق هو أن يذكر الإنسان بالخير و يثنى عليه به قال سبحانه وَ اِجْعَلْ لِي لِسََانَ صِدْقٍ فِي اَلْآخِرِينَ [4] .
و قد ورد في هذا المعنى من النثر و النظم الكثير الواسع فمن ذلك قول عمر لابنة هرم ما الذي أعطى أبوك زهيرا قالت أعطاه مالا يفنى و ثيابا تبلى قال لكن ما أعطاكم زهير لا يبليه الدهر و لا يفنيه الزمان .
و من شعر الحماسة أيضا
إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد # بفضل الغنى ألفيت ما لك حامد [5]
و قل غناء عنك مال جمعته # إذا كان ميراثا و واراك لاحد.
و قال يزيد بن المهلب المال و الحياة أحب شيء إلى الإنسان و الثناء الحسن أحب إلي منهما و لو أني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غدا و قد مت كريما .
و حكى أبو عثمان الجاحظ عن إبراهيم السندي قال قلت في أيام ولايتي الكوفة
[1] ديوان الحماسة-بشرح المرزوقى 2: 542، و نسبها إلى ربيعة بن مقروم.