قال و قد يجمعهما الله لأقوام فإنه تعالى قد يرزق الرجل الصالح مالا و بنين فتجمع له الدنيا و الآخرة (2) - .
ثم قال فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه و ذلك لأنه تعالى قال فَاتَّقُونِ [3] و قال فَارْهَبُونِ [4] و قال فَلاََ تَخْشَوُا اَلنََّاسَ وَ اِخْشَوْنِ [5] و غير ذلك من آيات التحذير .
ثم قال و لتكن التقوى منكم أقصى نهايات جهدكم لا ذات تقصيركم فإن العمل القاصر قاصر الثواب قاصر المنزلة
فصل في ذم الحاسد و الحسد
و اعلم أن مصدر هذا الكلام النهي عن الحسد و هو من أقبح الأخلاق المذمومة 14- و روى ابن مسعود عن 14النبي ص ألا لا تعادوا نعم الله قيل يا 14رسول الله و من الذي يعادي نعم الله قال الذين يَحْسُدُونَ اَلنََّاسَ . و كان ابن عمر يقول تعوذوا بالله من قدر وافق إرادة حسود .