responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 1  صفحه : 26

و قد بقي هذا الخلق متوارثا متنافلا في محبيه و أوليائه إلى الآن كما بقي الجفاء و الخشونة و الوعورة في الجانب الآخر و من له أدنى معرفة بأخلاق الناس و عوائدهم يعرف ذلك .

و أما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد و بدل الأبدال و إليه تشد الرحال و عنده تنفض الأحلاس ما شبع من طعام قط و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا 1- قال عبد الله بن أبي رافع دخلت إليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فقدم فأكل فقلت يا 1أمير المؤمنين فكيف تختمه قال خفت هذين الولدين أن يلتاه بسمن أو زيت . 1- و كان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و ليف أخرى و نعلاه من ليف و كان يلبس الكرباس‌ [1] الغليظ فإذا وجد كمه طويلا قطعه بشفرة و لم يخطه فكان لا يزال متساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له و كان يأتدم إذا ائتدم بخل أو بملح فإن ترقى عن ذلك فبعض نبات الأرض فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل و لا يأكل اللحم إلا قليلا و يقول لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان و كان مع ذلك أشد الناس قوة و أعظمهم أيدا لا ينقض‌ [2] الجوع قوته و لا يخون‌ [3] الإقلال منته و هو الذي طلق الدنيا و كانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلا من الشام فكان يفرقها و يمزقها ثم يقول

هذا جناي و خياره فيه # إذ كل جان يده إلى فيه‌

[4] .


[1] الكرباس بالكسر: ثوب من القطن الأبيض، معرب.

[2] ب، ج: «ينقص» .

[3] يخون: ينقص، و في ب: «يخور» ، و ما أثبته عن ا، ج.

[4] البيت أنشده عمرو بن عدى حينما كان غلاما، و كان يخرج مع الخدم يجتنون للملك (جذيمة الأبرش) الكمأة، فكانوا إذا وجدوا كمأة خيارا أكلوها و أتوا بالباقى إلى الملك، و كان عمرو لا يأكل منه، و يأتي به كما هو، و ينشد البيت. و انظر القاموس 3: 259-260، و حديث على ورد مفصلا في حلية الأولياء 1: 81.

غ

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست