نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 219
219
لإجالة الرأي و تكلموا بكلام يقتضي الاستنهاض و التهييج فقال العباس رضي الله عنه قد سمعنا قولكم فلا لقلة نستعين بكم و لا لظنة نترك آراءكم فأمهلونا نراجع الفكر فإن يكن لنا من الإثم مخرج يصر بنا و بهم الحق صرير الجدجد [1] و نبسط إلى المجد أكفا لا نقبضها أو نبلغ المدى و إن تكن الأخرى فلا لقلة في العدد و لا لوهن في الأيد و الله لو لا أن الإسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل صخر يسمع اصطكاكها من المحل العلي .
فحل 1علي ع حبوته و قال الصبر حلم و التقوى دين و الحجة 14محمد و الطريق الصراط أيها الناس شقوا أمواج الفتن ... الخطبة ثم نهض فدخل إلى منزله و افترق القوم . 14- و قال البراء بن عازب لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض 14رسول الله ص خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة 14رسول الله ص فكنت أتردد إلى بني هاشم و هم عند 14النبي ص في الحجرة و أتفقد وجوه قريش فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر و عمر و إذا قائل يقول القوم في سقيفة بني ساعدة و إذا قائل آخر يقول قد بويع أبو بكر فلم ألبث و إذا أنا بأبي بكر قد أقبل و معه عمر و أبو عبيدة و جماعة من أصحاب السقيفة و هم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه و قدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى فأنكرت عقلي و خرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم و الباب مغلق فضربت عليهم الباب ضربا عنيفا و قلت قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة فقال العباس تربت أيديكم إلى آخر الدهر أما إني قد أمرتكم فعصيتموني فمكثت أكابد ما في نفسي و رأيت