نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 1 صفحه : 186
ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب .
قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رحمه الله تعالى الكلمة المذكورة أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب قال بمحضر ممن نقل عنه إلى 14رسول الله ص ما الذي يغنيه حجابهن اليوم و سيموت غدا فننكحهن قال أبو عثمان أيضا لو قال لعمر قائل أنت قلت إن 14رسول الله ص مات و هو راض عن الستة فكيف تقول الآن لطلحة إنه مات ع ساخطا عليك للكلمة التي قلتها لكان قد رماه بمشاقصه [1] و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا فكيف هذا .
قال ثم أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال إنما أنت صاحب مقنب [2] من هذه المقانب تقاتل به و صاحب قنص و قوس و أسهم و ما زهرة [3] و الخلافة و أمور الناس .
ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال و أما أنت يا عبد الرحمن فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك به و لكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك و ما زهرة و هذا الأمر .
ثم أقبل على 1علي ع فقال لله أنت لو لا دعابة فيك أما و الله لئن وليتهم لتحملنهم على الحق الواضح و المحجة البيضاء ثم أقبل على عثمان فقال هيها إليك كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك فحملت بني أمية و بني أبي معيط على رقاب الناس و آثرتهم بالفيء فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا و الله لئن فعلوا لتفعلن و لئن فعلت ليفعلن ثم أخذ بناصيته فقال فإذا كان ذلك فاذكر قولي فإنه كائن .
ذكر هذا الخبر كله شيخنا أبو عثمان في كتاب السفيانية [4] و ذكره جماعة غيره في باب فراسة عمر و ذكر أبو عثمان في هذا الكتاب عقيب رواية هذا الخبر قال و روى
[1] المشاقص: جمع مشقص؛ و هو نصل السهم إذا كان طويلا.