و هناك مباحث ثمينة و دقائق عميقة أخرى في إشارات كلام الإمام (عليه السلام) و لطائفه، لا يتّسع لها المجال.
الحديث الثاني:
قال الإمام الرضا (عليه السلام): «فإن قال: فلم وجب عليهم معرفة الرّسل و الإقرار بهم و الإذعان لهم بالطاعة؟ قيل: لأنه لمّا أن لم يكن في خلقهم و قواهم ما يكملون به مصالحهم و كان الصانع متعاليا عن أن يرى، و كان ضعفهم و عجزهم عن إدراكه ظاهرا لم يكن بدّ لهم من رسول بينه و بينهم معصوم يؤدّي إليهم أمره و نهيه و أدبه و يقفهم على ما يكون به اجترار منافعهم و مضارّهم [إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه من منافعهم و مضارّهم] فلو لم يجب عليهم معرفته و طاعته لم يكن لهم في مجيء الرسول منفعة و لا سدّ حاجة و لكان إتيانه عبثا لغير منفعة و لا صلاح، و ليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شيء»
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج 2 ص 100 ب 34 ح 1، و بتفاوت في البحار ج 6 ص 59 و فيه: (... ما يكون به إحراز منافعهم و دفع مضارّهم إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه من منافعهم و مضارّهم).