responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : المنتظري، الشيخ حسين علي    جلد : 2  صفحه : 9
4 - وقال: " وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد. " [1] والظاهر أن المراد بالتولي هو التصدي للحكم والولاية بقرينة قوله: " يهلك الحرث والنسل " وقوله: " أخذته العزة بالإثم. " فالحاكم الإسلامي يحرم عليه الإفساد والتعدي على الحرث والنسل، يعني الأموال والنفوس، ويجب عليه أن يكون خاضعا مستسلما في قبال الذكرى والنصح.
فتدبر في كلامه - تعالى - وانظر كيف بلي المسلمون في أعصارنا بالحكام الطغاة الذين خمر في طبعهم الإفساد وهتك الأموال والأعراض والنفوس، ولا يسمحون لأحد الوعظ والنصيحة. وليس ذلك إلا بتفرق المسلمين واختلافهم، وفرارهم من الموت وإعجابهم بالدنيا وشؤونها، وإن الله - تعالى - " لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. " [2] 5 - ولما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معاذ بن جبل إلى اليمن وصاه فقال: " يا معاذ، علمهم كتاب الله، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة. وأنزل الناس منازلهم: خيرهم و شرهم. وأنفذ فيهم أمر الله ولا تحاش في أمره ولا ماله أحدا، فإنها ليست بولايتك و لا مالك، وأد إليهم الأمانة في كل قليل وكثير. وعليك بالرفق والعفو في غير ترك الحق، يقول الجاهل: قد تركت من حق الله. واعتذر إلى أهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب حتى يعذروك. وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنه الإسلام. وأظهر أمر الإسلام كله صغيره وكبيره. وليكن أكثر همك الصلاة، فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين. و ذكر الناس بالله واليوم الآخر. واتبع الموعظة، فإنه أقوى لهم على العمل بما يحب الله.
ثم بث فيهم المعلمين. واعبد الله الذي إليه ترجع. ولا تخف في الله لومة لائم.
وأوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ولين الكلام، وبذل السلام، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، وحسن العمل، وقصر الأمل، وحب الآخرة،


[1] سورة البقرة (2)، الآية 205 - 206.
[2] سورة الرعد (13)، الآية 11.


نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : المنتظري، الشيخ حسين علي    جلد : 2  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست