responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد المنير نویسنده : الحسيني المازندراني، السيد موسى    جلد : 1  صفحه : 2
(شكر وتقدير) نقدم شكرنا الجزيل المتواصل إلى الآيات العظام، والأعلام الفخام الذين تفضلوا علينا بدرر الكلم، وتقاريظ قيمة حول كتابنا هذا بعد ما لاحظوا الطبعة الأولى واطلعوا على الطبعة الثانية، تقديرا لما عانيناه من الجهود، في نشر هذا المشروع، وتمجيدا لما تحملناه فيه من المتاعب.
فجزاهم الله عن العلم وأهله خير جزاء المحسنين، ونفع بعلومهم وإفاضاتهم الاسلام والمسلمين.
والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.
ونردفه بالتقدير لكل من آزرنا في تكميل هذا البحث وقراءة خطوط النقود القديمة، وتعيين أوزان نقود الجداول الذهبية، والفضية، خالصة وغير خالصة وتحويلها إلى الدراهم والمثاقيل الشرعيتين بالمحاسبات الرياضية نسأل الله سبحانه لهم كل توفيق وسداد، ويجزيهم عن الاسلام وأهله أحسن الجزاء بمنه وفضله.
كلمة المؤلف حول الطبعة الثانية نحمد الله ونستعينه، ونشكر على آلائه ونعمائه ونصلي ونسلم على سيد سفرائه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذين هم محال معرفة الله وسادات الورى وبعد فنقول: لم تمض أشهر قليلة على الطبعة الأولى من كتابنا (العقد المنير) - الذي أمر بتأليفه ونشره سماحة المرحوم آية الله السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني قدس الله سره - إلا ونفدت نسخه، وتكاثر الطلب عليه، وازداد إلحاح الراغبين إلى طبعه ثانيا ". ولكن اشتغالنا في النجف الأشرف بالأبحاث الفقهية والأصولية، كان يمنعنا عن إجابة المسؤول، ويصرفنا عن قضاء المأمول وبعد مهاجرتنا إلى طهران، وذلك بأمر سيدنا الأستاذ رحمه الله تضاعفت أشغالنا وتعاظمت مسؤليتنا. حيث كانت أوقاتنا تصرف إلى البحث والتدريس، و قضاء حوائج الناس وإجابة سؤلهم.
حتى كثر الطلب، والالحاح، من طلاب العلم وهواة المعرفة، يواصلون إصرارهم على إعادة طبعه، فلم نجد بعد ذلك بدا من امتثال الأمر، وإجابة المسؤول، وتحقيق الرغبات، فشمرنا عن ساعد الجد، وبلغنا أقصى درجة المجد وأقدمنا على إمعان النظر في الكتاب متوخين تنظيم أبوابه وفصوله بصورة رائعة، مضيفين إلى تلك الفصول والأبواب ما استدركناه في الفاصل بين الطبعتين.
ولم يك في الحسبان أن كل ما يضاف إلى الكتاب يتجاوز الثلث أو النصف، من أم الكتاب، ولكننا بعد الاقدام عليه، والشروع فيه وجدنا هناك أبحاثا قيمة من مباحث الدرهم والدينار قد فاتتنا فأضفنا كل بحث تاريخي إلى بابه، وأوردنا كل مقال فقهي في محله، وكانت إضافة تلك الفصول، والأبواب متممة للمباحث التي يقوم عليها الكتاب.
وربما علقنا عليه بما فيه فائدة جليلة، من تفسير كلمة، أو تشريح موضوع تاريخي وغيره أو إصلاح خلل وجدناه فيما حكيناه عن مصادر مر النص عليها
مقدمة الكتاب 3
في مواضعها.
ورتبناه على أقسام ثلاثة: الأول منها في تاريخ النقود وما يتصل بها مع صور نبذ من المسكوكات المضروبة في عهدي الأمويين والعباسيين التي لم تزل محفوظة في متحف عاصمة إيران (طهران).
وتلاحظ في بعض مواضيع هذا القسم إحالتنا تفسير بعض الألفاظ إلى فصل الأوزان، وذلك لأجل بنائنا عند تنسيق الكتاب على إلحاقه بهذا القسم وأن نجعله له فصلا تاسعا، إلى أن انتهينا من طبعه إلى آخر الفصل الثامن فعند ذلك وجدنا من الصالح أن نفرده رسالة مستقلة، نستوفي فيها البحث عن الموازين والمكائيل القديمة والحديثة على وجه لم نجد في مؤلفات من سبقنا إلى ذلك.
والقسم الثاني: في أحكام الدرهم والدينار. وقد سبرنا الكتب الفقهية، وسرحنا النظر في أبوابها واستخرجنا منها زبدة المخض وأضفنا إليه في الخاتمة ما وقفنا عليه من الأحاديث والأخبار المتضمنة لفوائدهما الاجتماعية، وما جاء، فيهما محمدة ومثلبة، ليكون هذا القسم جامعا للحكم والحكم (الشرعية والأخلاقية) والقسم الثالث: وهو كتاب مستقل يتضمن تراجم جم غفير من رجالات العلم والحديث، الذين استشهدنا برواياتهم في مختلف الفروع في القسم الثاني، وإن شئت سم هذا البحث كله من ملحقاته مع أنه بنفسه يهدى القارئ إلى معرفة أمة كبيرة من الرواة.
ولعلك أيها القارئ الكريم عند سبرك لفصول الكتاب، ومواضيعه والاطلاع عليها من البداية إلى النهاية قد تقف على أمور ربما يكون ذكرها مستدركا، أو يخطر ببالك مواضيع متصلة بالموضوع وقد أغفلت، أو تطلع على كلمات كان الأولى تغييرها أو ألفاظ ومصطلحات كان الأحسن تبديلها.
فنحن قبل كل شئ نعترف بقلة الباع وعدم سعة الاطلاع ونقص الفكر
مقدمة الكتاب 4
التي هي خاصة للبشر، إلا للنبي وآله الاثني عشر الميامين الغرر عليهم صلوات الله مدى الأعوام والدهور.
فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بقبول هذه المساعي، وأن يجعل ما قاسيناه في تحقيق مباحث الكتاب وتنسيق مواضيعه ذخرا ليوم المعاد بمحمد و آله الأمجاد.
موسى الحسيني المازندراني
مقدمة الكتاب 5
كلمة قدسية شرفنا بها سيدنا واستاذنا الأكبر الشريف الأجل الأوحد سماحة المرحوم آية الله السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني قدس الله تعالى نفسه الزكية. رقمها بأنامله المقدسة على الطبعة الأولى.
إنا لله وإنا إليه راجعون كم لك يا دهر من الملمات بذوات المجد، وحماة العلم، وزعماء المذهب وقادة الفضيلة. الذين بفقدهم تزلزلت أركان الدين، وقواعده، وثلمت في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ.
كأنك يا دهر آليت على نفسك النكال بالمسلمين، فقد أصيبوا بمصائب عظيمة، وفجايع ملمة، وذلك حينما افتقدوا في مدة قليلة، عدة من أعلام الدين، و حفاظ الشريعة.
وبالأخص منهم المرجع الاعلى سماحة آية الله السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني قدس الله سره، لقد طار نبأ فجيعته شرق الأقطار وغربها، وأثر في العالم
مقدمة الكتاب 6
الاسلامي أثرا عميقا لا يمحوه مر الشهور والأعوام.
تلك رزية جعلت قلوب الناس حليفة الويل والثبور، والحزن والكآبة، فإلى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.
يا فقيد الأمة الاسلامية ويا أيها الأستاذ العظيم إليك معذرة بهذه الكلمات القصيرة، وما هي إلا أداء لبعض ما افترض علي من واجب الشكر وتقدير لموقفك الشامخ وتجديد لذكرك الخالد، والمرجو من الله تعالى التوفيق لذكر لمحة من تاريخ حيواتك الضاحية في القسم الثالث، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
توفي نور الله ضريحه يوم العاشر من شهر ذي الحجة سنه 1365 ه‌ وقيل في تاريخ وفاته.
أرخت أمسى آمنا " * ضيف الإمام أبو الحسن 1365 ه‌
مقدمة الكتاب 7
كلمة طيبة تفضل بها السيد الشريف الاجل الحجة سماحة آية الله الحاج السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي دامت أيامه وإفاضاته العالية
مقدمة الكتاب 8
كلمة نفيسة تفضل بها السيد الشريف الاجل سماحة المرحوم آية الله السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي - قدس الله سره -
مقدمة الكتاب 10
إنا لله وإنا إليه راجعون أف لك يا دهر ماذا صنعت بالاسلام والمسلمين، لقد أصيبوا منك بمصائب عظيمة، ودواهي أليمة، بها أحرقت قلوبهم، وأسبلت دموعهم، وذلك حينما أوقفتهم في قليل من الزمن، على مصارع من عظماء الدين وزعماء المذهب ومن تلك الشخصيات اللامعة الذين اجتمعت فيهم المحاسن جمة، سماحة آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي صاحب هذا التقريظ لقد كان، رحمه الله في سجاحة الخلق، و رجاحة العقل والفضل الباهر، قليل النظير في عصره.
عاش - ره - حميدا " ومات سعيدا تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته توفي ليلة السبت 11 صفر سنة 1382 ه‌.
مقدمة الكتاب 11
كلمة ثمينة تفضل بها العلامة الكبير آية الله الشيخ حسين الحلى أدام الله أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 12
صحيفة مكرمة تفضل بها العلامة الجليل آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين أدام الله أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 13
درر منضدة تلقيناها من لدن شيخنا الجليل آية الله الشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني دامت أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 15
كلمة شريفة تلقيناها من السيد الشريف الاجل العلم العلامة الحجة السيد محمد تقي آل بحر العلوم دامت إفاضاته
مقدمة الكتاب 16
" كلمة قيمة " بقلم العلامة الكبير العلم الحجة عميد كلية الفقه بالنجف الأشرف الشيخ محمد رضا المظفر أدام الله أيام إفاضاته. ونحن نقدم إليه شكرنا الجزيل على هذه الدرر الثمينة التي تكرم بها ودونك نصها: بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة من النواحي الفقهية التي ما زالت تشغل بال الفقهاء، وتدخل في صميم استنباط الأحكام الشرعية، هي مسائل الموازين، والمقاييس، والنقود، والمقادير، لكثير من الأشياء التي وقعت موضوعات لكثير من الاحكام في الشرع الاسلامي المقدس وما تزال موضع ابتلاء عامة الناس في حياتهم الدينية.
ومن بينها - ولعلها في القمة منها - مقادير النقود من الدراهم والدنانير التي ورد ذكرها في كثير من الأحاديث، وهي موضوعات لكثير من الأحكام، في جملة من الفروع الفقهية.
ولا تزال هذه المقادير - ومنها النقود بالخصوص - موضع شك، وموضع رد وبدل، وبحث وكلام، عند الفقهاء، - وهي - في الحقيقة - من المشاكل العويصة في الفقه الاسلامي. وهذا ما جعلها من الموضوعات التي تحتاج إلى الاستنباط والاجتهاد، أي من الموضوعات الاجتهادية التي يجب الرجوع فيها إلى المجتهد.
وحقيق بكل واحد من هذه الموضوعات أن ينفرد بالبحث، استقصاء لجميع نواحي الكلام فيها، ولجميع أحكامها، كما وضعت بعض الرسائل في الموازين والمقاييس، من قبل بعض العلماء ولما كانت هذه المقدمة موضوعة تمهيدا لخصوص هذا الكتاب الجليل فان الجدير بي أن نتحدث عن مشكلة " النقود " بالخصوص.
مقدمة الكتاب 17
والذي أعتقده أن سر المشكلة فيها يكمن في أمرين: 1 - أن النقود في العصر الإسلامي الأول التي جاء ذكرها في الأحاديث، ألغي التداول بها من أقدم العصور الاسلامية، وبعضها الغي منها حتى أسماؤها ومصطلحاتها، فبقيت تاريخا محاطا بكثير من الشك والغموض، ولم نعد نفهم حق الفهم تلك المصطلحات كما كان يفهمها من خوطب بها في الأحاديث عنها في تلك العصور، كالدرهم البغلي الذي جاء ذكره في أحاديث مقدار المعفو عنه من الدم في الصلاة، وغيره كثير.
2 - ان تلك النقود - حتى في العصر الاسلامي الأول - كانت مختلفة كل الاختلاف في مقاديرها من ناحية المساحة، والحجم، والوزن، والقيمة. وكل واحدة من هذه النواحي موضع تعلق لحكم من الاحكام المختلفة. وهذا ما يقضي علينا أن نضبطها ضبطا دقيقا يزيل التردد فيها والشك حد الامكان.
* * * والفقهاء - رضوان الله عليهم - لم يألوا جهدا في بحث هذه النواحي وغيرها، ولهم آراء مختلفة فيها وتوجيهات متعددة، ولكن لا تزال هذه الأبحاث مبعثرة في غصون الكتب الفقهية، متشتة في جميع أبواب الفقه، غير منقحة التنقيح الكافي الذي يركن إليه.
فكان - والحال هذه - مما يعسر جدا على الفقيه الباحث الذي يريد أن يلم بجميع أطراف هذه الموضوعات ان يتيسر له الرجوع إلى جميع ما كتب عنها واستيفاء البحث عنها، لأن هذا ما يتطلب جهدا مضنيا، ووقتا طويلا، وفراغا واسعا لا يعرف مداه إلا من ابتلى بهذه المسائل وتحراها للعثور على مظان البحث عنها في مواضعها المتفرقة في الكتب الفقهية الاستدلالية غير المفهرسة ولا المعنونة، ولا المرقمة، لا سيما المطبوعة على الحجر.
ولو شك أن يتيسر هذه الموضوعات بجمع متفرقاتها في كتاب واحد من أهم ما ينبغي ان يعني به الباحثون، وهو ما يسد فراغا كبيرا في كتبنا الفقهية.
مقدمة الكتاب 18
وموضوع " النقود " بالخصوص لم توضع فيه رسالة خاصة مستقلة فيما أعلم.
وقد كنت انا من الناس الذين تشغل بالهم هذه النواحي ويتمنون أن تتهيأ الفرصة لتتبع مسائلها، وتوضيحها، واستيفاء حقها من البحث والتنقيب والتحقيق، وقد شكرت الله تعالى على أن يتهيأ في هذا العصر باحث قدير وعالم متتبع يعنى بهذه الأمور فينهض مشمرا عن ساعد الجد بالبحث عنها، والتآليف فيها كالأخ العلامة الأجل حجة الاسلام والمسلمين الحاج السيد موسى المازندراني أيده الله تعالى، وأيد به الدين الاسلامي الحنيف.
فإنه - حفظه الله تعالى - قد انبرى إلى موضوع " النقود " في مبكر من تاريخ حياته العلمية يوم كان مشغولا بالتحصيل في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، فوضع كتابا طريفا وافيا بكل ما يخص موضوع " النقود " أدى جهده العلمي يومئذ الحق المطلوب من مثله وأكثر، حتى كان موضع تقدير العلماء وثنائهم الجميل.
وكان قد نشر هذا الكتاب باسم " العقد المنير في تحقيق ما يتعلق بالدراهم والدنانير " في النجف الأشرف وطبع في المطبعة العلمية سنة 1361 ه‌ أي قبل تسعة عشرة عاما. وأضاف له خاتمة في المقاييس والموازين هي في المقاييس والموازين ذات وزن كبير.
والشئ المسر حقا ان ينبري مؤلفه - حفظه الله - مرة أخرى إلى هذا الموضوع بعد ان اكتملت عنده وسائل البحث والتنقيب عن النقود القديمة والحديثة، فأعاد النظر في كتابه، وقتله بحثا ودرسا، ووسعه إلى النحو الذي يتطلبه المنهج العلمي الدقيق، والوسائل البحثية الحديثة عن تاريخ النقود، فأصبح الكتاب كتبا ثلاثة أكثر اتقانا، وأغزر مادة، وأنظم فكرة، وأبعد أثرا، وأنفع فائدة. شكر الله تعالى مساعيه، وجعل مستقبله خيرا من ماضيه.
وإني لواثق أن هذا الكتاب الجليل، سيسد فراغا كبيرا في المكتبة الفقهية الاسلامية، ويمهد لطلاب العلم الوصول إلى الغاية بأقرب سبيل، ويوفر
مقدمة الكتاب 19
عليهم وقتا كثيرا كان يضيع سدا في التفتيش في بطون الكتب ومصادر البحث عن هذا الموضوع، في المواضع المتفرقة المترامية الأطراف.
ومن الطبيعي أن يكون لهذا الكتاب شأنه الذي يستحقه من التقدير، ونصيبه الوافر من الانتشار والذيوع والاستفادة. مد الله تعالى في عمر مؤلفه الشريف ليحقق مشروعات أخرى في التأليف تسد فراغات أخرى لا تزال تنتظر من ينبري لها من المجاهدين ذوي الكفايات، واللياقات العلمية والفكرية والله تعالى هو الموفق المسدد لكل صواب.
النجف الأشرف 2 شهر رمضان المبارك 1380 ه‌ محمد رضا المظفر عميد كلية الفقه بالنجف الأشرف
مقدمة الكتاب 20
[ 1 ]
القسم الأول
في تاريخ النقود وما يتصل بها
يشتمل على فصول
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك يا من تعالى شأنك، وعظم سلطانك، حمدا كلت الأفهام عن عده بنقود
البيان، وزلت أقدام الأوهام عن تعيين حده بالمقادير والأوزان، والصلوات المتكاثرة،
والتحيات المتظافرة، على سيد أنبيائك، وأقدس سفرائك، محمد وآله أعلام الدين،
ونجوم العالمين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد: فقد كنت في بعض الليالي حاضرا مع جمع من الأعلام، محضر الامام
الهمام، والمولى القمقام، آية الله الملك العلام أستاذ الفقهاء والمجتهدين وصدر
المتقدمين والمتأخرين، الأستاذ الأكبر، من ألقت إليه الرياسة الدينية أزمتها أواسط
القرن الرابع عشر المولى الأكمل المؤتمن، سيدنا واستاذنا السيد أبو الحسن
الموسوي الأصفهاني قدس الله نفسه وقد انجر الكلام بين هؤلاء الاعلام - مناسبة لبعض
المسائل الراجعة إلى مهر السنة الذي سئل من حضرته - إلى الدرهم الذي كثر
ذكره في الاخبار، وصار موضوعا لجملة من الاحكام، فيها وفي كلمات علمائنا الأخيار،
فاختلفت كلمتهم في المراد منه.
فبعد ما دار الكلام، وطال النقض والابرام، أشار سيدنا الأستاذ طاب رمسه
إلى حاضري محضره الشريف بتنقيح المسألة على وجه يرفع عنها الحجاب، ويزيل
الشك والارتياب، فشرعت في تحرير ما أراد [1]
متعرضا لأغلب الجهات الراجعة
إلى الدرهم والدينار، مع اختلاف الحال، وضيق المجال، امتثالا لأمر حضرته،
وإطاعة لما أشار إليه ره، فأسأل الله أن يجعلها ذخيرة ليوم فقري وفاقتي، عليه
توكلت وإليه أنيب.


[1] الذي أمر (ره) بطبعه في النجف الأشرف كما أشرنا إليه في مقدمة هذه الطبعة.


نام کتاب : العقد المنير نویسنده : الحسيني المازندراني، السيد موسى    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست