responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 134
ثم أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم، وغاية لملقى رحالهم، تهوي إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار متصلة، وجزائر بحار منقطعة، ومهاوي فجاج عميقة، حتى يهزوا مناكبهم ذللا يهللون لله حوله، ويرملون على أقدامهم شعثا غبرا له. قد نبذوا القنع [1] والسرابيل وراء ظهورهم، وحسروا بالشعور حلقا عن رؤوسهم ابتلاء عظيما واختبارا كبيرا وامتحانا شديدا وتمحيصا بليغا وقنوتا مبينا، جعله الله سببا لرحمته، ووصلة ووسيلة إلى جنته، وعلة لمغفرته، وابتلاء للخلق برحمته.
ولو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار وسهل وقرار، جم الأشجار، داني الثمار، ملتف النبات، متصل القرى، من برة سمراء، وروضة خضراء، وأرياف محدقة، وعراص مغدقة، وزروع ناضرة، وطرق عامرة، وحدائق كثيرة، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء.
ثم لو كان الأساس المحمول عليها، والأحجار المرفوع بها، بين زمردة خضراء، وياقوتة حمراء، ونور وضياء، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب، ولنفى معتلج الريب من الناس. ولكن الله عز وجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد، ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره؛ إخراجا للتكبر من قلوبهم، وإسكانا للتذلل في أنفسهم، وليجعل ذلك أبوابا [فتحا] إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنته [2].
283 - عيسى بن يونس: كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد... فأتى أبا عبد الله (عليه السلام)... فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر


[1] القنع - بالضم -: جمع القناع، وهو المقنعة والسلاح (مرآة العقول: 17 / 29).
[2] الكافي: 4 / 199 / 2، نهج البلاغة: الخطبة 192 مع تفاوت يسير.


نام کتاب : الحج والعمرة في الكتاب والسنة نویسنده : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست