[مقتل الحسين عليه السّلام]
ثم دنا من القوم و قال: «يا ويلكم أ تقتلوني على سنّة بدّلتها؟أم على شريعة غيّرتها؟أم على جرم فعلته؟أم على حقّ تركته؟» .
فقالوا له: «إنا نقتلك بغضا لأبيك» . فلمّا سمع كلامهم حمل عليهم فقتل منهم في حملته مائة فارس، و رجع الى خيمته، و أنشأ عند ذلك يقول:
خيرة اللّه من الخلق أبي # بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين
أمّي الزهراء حقّا و أبي # وارث العلم و مولى الثقلين
عبد اللّه غلاما يافعا # و قريش يعبدون الوثنين
يعبدون اللاّت و العزّى معا # و علي قام صلّى القبلتين
مع نبيّ اللّه سبعا كاملا # ما على الأرض مصلّي غير ذين
جدّي المرسل مصباح الدجى # و أبي الموفي له في البيعتين
عروة الدين عليّ المرتضى # صاحب الحوض معزّ الحرمين
و هو الذي صدّق في خاتمه # حين ساوى ظهره للركعتين
والدي الطاهر و الطهر الذي # ردّت الشمس عليه كرّتين
قتل الأبطال لمّا برزوا # يوم بدر ثم أحد و حنين
أظهر الاسلام رغما للعدى # بحسام قاطع ذي شفرتين
من له جدّ كجدّي المصطفى # أحمد المختار صبح الظلمتين
من له أب كأبي حيدر # ساد بالفضل أهالي الحرمين
من له عمّ كعمي جعفر # ذي الجناحين كريم النسبتين
من له أمّ كأمّي في الورى # بضعة المختار قرّة كلّ عين
والدي شمس و أمّي قمر # فأنا الكوكب و ابن النيرين
فضة قد صفيت من ذهب # فأنا الفضة و ابن الذهبين
خصّنا اللّه بفضل و التقى # فأنا الزاهر و ابن الأزهرين