و أرسل إليه مروان رجلا يسبّه-و كان مروان [1] عاملا على المدينة، و يسبّ عليا كلّ جمعة على المنبر-فقال الحسن لرسول مروان: ارجع إليه و قل له:
إنّي و اللّه لا[أمحو عنك شيئا بأن]أسبّك، و لكن موعدي و موعدك اللّه، فان كنت صادقا في سبّك [2] فجزاك اللّه خيرا بصدقك، و إن كنت كاذبا فاللّه أشدّ انتقاما [3] .
172
و أغلظ عليه مروان مدّة [4] و هو ساكت، ثم استنجى [5] مروان بيمينه، فقال له الحسن: ويحك أ ما علمت أن اليمين للوجه و الشمال للفرج؟!أفّ لك!فسكت مروان.
173
و لمّا صالح الحسن معاوية كتب [6] الصالح، و صورته:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم» «هذا ما صالح عليه الحسن بن علي (رضي اللّه عنهما) معاوية بن أبي سفيان:
صالحه: على أن يسلّم[إليه]ولاية المسلمين، على أن يعمل فيهم [7] بكتاب اللّه، و سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و سيرة الخلفاء الراشدين، و ليس لمعاوية[بن أبي سفيان]
[171] الصواعق المحرقة: 139 الباب العاشر في فضائل الحسن عليه السّلام-الفصل الثالث (في بعض مآثره) .