و سئل و هو على منبر الكوفة عن قوله تعالى: رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اَللََّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىََ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مََا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً[1] .
فقال: اللّهم اغفر لي [2] ؛ هذه الآية نزلت فيّ، و في عمّي حمزة، و في ابن عمّي عبيدة بن الحارث [3] بن عبد المطلب. فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيدا يوم بدر، و أمّا حمزة قضى نحبه شهيدا يوم أحد، و أمّا أنا فأنتظر أشقى الأمّة [4] يخضب هذه من هذه-و أشار بيده الى لحيته و رأسه-.
و قال: عهد عهده إليّ حبيبي [5] أبو القاسم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
163
و كان[علي في شهر رمضان الذي قتل فيه]يفطر ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين، و ليلة عند عبد اللّه بن جعفر، و لا يزيد على ثلاث لقم، و يقول: أحبّ أن ألقى اللّه-تعالى-و أنا خميص [6] .
فلمّا كانت الليلة التي قتل في صبيحتها أكثر الخروج و النظر الى السماء، و جعل يقول: و اللّه ما كذبت و لا كذّبت، و إنّها الليلة التي وعدت.
فلمّا كانت ليلة الجمعة، سابع عشر رمضان سنة أربعين، استيقظ عليّ سحرا،
[162] الصواعق المحرقة: 134 الباب التاسع من فضائل علي عليه السّلام-الفصل الخامس (في وفاته) .
[163] الصواعق المحرقة: 133 الباب التاسع من فضائل علي عليه السّلام-الفصل الخامس (في وفاته) . و قد نقل الفصل الخامس بتمامه باختصار و شيء من تقديم و تأخير بما يناسب السياق و يحفظ استرسال المعنى و اللفظ.