الحديث التاسع و الستون: عن المقداد بن الأسود رضى اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معرفة آل محمد براءة من النار، و حبّ آل محمد جواز على الصراط، و الولاية لآل محمد أمان من العذاب. (أورده أبو اسحاق في كتابه) .
قال (كرّم اللّه وجهه) : إن كنت جازعا على ما نقلته من يديك، فاجزع على كلّ ما لم يصل إليك، و استدل على ما لم يكن بما قد كان، فانّ الأمور أشباه [1] .
713
الحديث الموفي للسبعين: عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لو أنّ الرياض أقلام، و البحر مداد، و الجنّ حسّاب، و الانس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب. (رواه صاحب الفردوس) .
قال (كرّم اللّه وجهه) : لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، و يطمع [2] في التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا قول الزاهدين، و يعمل فيها عمل الراغبين؛ إن أعطي منها لم يشبع، و إن منع لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، و يبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى و لا ينتهي، و يأمر بما لا يأتي، يحبّ الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم، يكره الموت له [3] ؛ إن سقم ظلّ نادما، و إن صحّ أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفي، و يقنط إذا ابتلي، تغلبه نفسه على ما يظن، و لا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه؛ يرجو لنفسه بأكثر من عمله؛ إن أصابه بلاء دعا مضطرا، و إن ناله رخاء أعرض مغترا؛ إن استغنى بطر و فتن، و إن افتقر قنط و وهن؛ يقصّر إذا عمل، و يبالغ إذا
[712] فرائد السمطين 2/256 حديث 525. جواهر العقدين: 2/252.