دخلنا على علي (كرّم اللّه وجهه) و بين يديه طبق من خوص، عليه قرص أو قرصان من خبز شعير، نخالته تبين في الخبز، و هو يكسره على ركبتيه و يأكله، فقلت لجارية سوداء يقال لها فضة: أ لا نخلت هذا الدقيق؟
فقالت: هو يأكله المهنا و يكون الوزر في عنقي. فتبسم و قال: أنا أمرتها أن لا تنخله.
فقلنا: لم يا أمير المؤمنين؟
قال: ذلك أحرى أن يذلّ النفس، و يقتدي بي المؤمنون، و ألحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بأصحابي.
ثم قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأكل أيبس من هذه.
[15] و عن عدي بن حاتم الطائي قال: رأيت عليا (كرّم اللّه وجهه) و بين يديه ماء قراح و كسيرات خبز شعير و ملح، فقلت: يا أمير المؤمنين لتظلّ في النهار طاويا مجاهدا، و في الليل ساهرا مكابدا، ثم هذا فطورك؟!
قال: إذهاب علل النفس بالقنوع و إلاّ طلبت فوق ما يكفيها.
[16] و عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على علي (كرّم اللّه وجهه) وقت إفطاره إذ