responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 350

له من المسائل الشداد. فهيأت له أربعين مسألة، و التقينا بالحيرة.

ثمّ قال: أتيته، فدخلت عليه و جعفر بن محمّد عن يمينه، فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر بن محمّد ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلمت عليه، و أومأ، فجلست، ثمّ التفت إليه و قال: يا أبا عبد اللّٰه هذا أبو حنيفة! فقال:

نعم، ثمّ التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد اللّٰه من مسائلك. فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا، فربّما تابعنا، و ربّما تابعهم، و ربّما خالفنا جميعا، حتّى أتيت على الأربعين مسألة، و ما أخلّ منها بمسألة.

ثمّ قال أبو حنيفة: انّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس [1].

و النصّ السابق يوقفنا على عدّة أمور:

1- استغلال المنصور الإمام أبا حنيفة رغم كونه من المخالفين للحكّام و من الذين لم يقبلوا مهنة القضاء في العهدين الأمويّ و العبّاسيّ، أمّا حينما دخل الاقتراح تحت إطار النقاش العلميّ بين الأئمّة و بيان الاقتدار الفقهيّ، فإنّ أبا حنيفة ساهم في المناظرة، مع علمه بأنّ الصادق من فقهاء أهل البيت و من أولاد عليّ، و من الذين يكنّ لهم الاحترام و يعترف بفضلهم و علمهم. و إنّ قوله (دخلني من الهيبة لجعفر بن محمّد ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور) ليؤكّد على هذه الحقيقة و تدلّ على أنّ إعداد أربعين مسألة إنّما جاء بطلب حكوميّ و تحت غطاء نشر العلم و بثّ المعارف.

2- إنّ اللقاء كان معدا له من قبل المنصور، لقول أبي حنيفة «قال لي أبو جعفر المنصور: يا أبا حنيفة انّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمّد فهيئ له من المسائل الشداد»، و قول المنصور لأبي حنيفة «ألق على أبي عبد اللّٰه مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني». يفهم منه أن المبادرة في السؤال كانت بيد أبي حنيفة و أنّ الإمام الصادق لم يسبق بما سيطرحه أبو حنيفة من مسائل لكي‌


[1] انظر: الإمام الصادق و المذاهب الأربعة 1: 53، عن مناقب أبي حنيفة للموفق 1: 73، جامع أسانيد أبي حنيفة 1: 222، و انظر تذكرة الحفّاظ 1: 166- 167.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست