نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 103
الرسول- حسب ما حكاه هو- و اعتبره سنّة، في حين أنّ ما نقله ينبئ بأنّ الفعل الثلاثيّ في الوضوء كان من مختصّاته (ص) لقوله: (هذا وضوئي و وضوء الأنبياء من قبلي)، إذ أنّه قد بيّن وضوء المرّة و قال عنه: (هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلّا به)، و عن المرّتين: (هذا وضوء من يضاعف له الأجر مرّتين)، أمّا الثالثة فقال عنها: (هي وضوئي و وضوء الأنبياء من قبلي)، أي أنّه (ص) كان يعني بأنّ هذا الفعل- على فرض صحّة صدوره عنه- هو مختصّ به و بالأنبياء و ليس حكما عامّا للمسلمين، بل وضوء المرّتين هو ما يضاعف به الأجر، و يمكن للمسلمين العمل به.
أمّا عثمان فقد جاء ليعمّم هذه الرؤية و يجعلها سنّة رسول اللّٰه يجب الاقتداء بها وفقا لرأيه.
3- المعروف عن عثمان أنّه كان من المتشدّدين في الدين ذلك التشدّد المنهي عنه، حتّى قيل عنه بأنّه كان يغتسل كلّ يوم خمس مرّات، و كان لا يردّ على سلام المؤمن إذا كان في حالة الوضوء، و قال هو عن نفسه بأنّه لا يمدّ يده إلى ذكره منذ بايع رسول اللّٰه، و غيرها من الأخبار المنقولة.
و من البيّن أنّ مثل هذه الحالة النفسيّة الميّالة إلى التزيّد و المبالغة في التطهّر تجعل صاحبها مهيّأ للتزيّد في عدد غسلات الوضوء، و لتفضيل الغسل على المسح ما دام يحقّق مزيدا من الإنقاء، و قد تفتح هذه الحالة أمامه بابا للإكثار و التزيّد لا يكاد يوصد.
4- أشرنا سابقا إلى أنّ الثورة على عثمان كانت تستبطن أمرا دينيّا، و أنّ المنتفضين كانوا يطلبون من الخليفة العمل بالكتاب و سنّة رسول اللّٰه، و أنّ مواقفهم ضدّه توحي بأنّهم كانوا يشكّكون في إيمانه، و أنّ الخليفة جاء ليؤكّد لهم على إيمانه و يذكّرهم بموافقة في الإسلام كقوله لهم:
أنشدكم اللّٰه هل علمتم أنّي اشتريت رومة من مالي يستعذب بها، فجعلت رشائي منها كرشاء رجل من المسلمين!
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 103