تفسير شريف للشريف أبي
يعلى محمد بن الحسن الجعفري الطالبي[3] لذلك
الجواب- و باللّه التوفيق-:
أما الفرض العام فهو
المعرفة باللّه تعالى لعموم اللطف بها لكافّة المكلّفين و النظر إنّما وجب و كان
أول الواجبات لأجل أنّه وصلة إليها، و أنّه لا طريق إليها سواه.
و أمّا الواجب الخاص فهو
الشكر للّه تعالى على خلقه [العبد][4] و ابتداء
النعم إليه و حباه، و أصول النعم التي هي الحياة و القدرة و الشهوة التي لا تتم
نعمة منعم إلّا بتقدّمها، و العبادة تستحقّ بها، لأن العبادة كيفيّة في الشكر، و
ذلك يخصّ المنعم عليه و قد تلحق [بذلك][5]
الواجبات الشرعية التي يتعيّن فرضها على المكلّف و لا يقوم فعل الغير مقام فعله
فيها كالطهارة و الصلاة.
و أما المهمل المرسل
فيحتمل أن يكون المراد به النفل، و مندوبات الشرع من حيث كان للمكلّف الاستكثار
منها و استحقاق الثواب بذلك، و لا حرج عليه في تركها و لا يذمّ بالعدول عنها،
فسمّيت بالمهمل المرسل [من][6] حيث لا تضييق
فيها، و لا عقاب يلحق بالانصراف عنها.
و المحدود المستقبل ما
ضيق و أوجب، و لم يجعل للمكلّف فسحة في تركه و توعّد على العدول[7] عنه بالعقاب. و ليس يخرج أمر الدين
عن هذا التقسيم على طريق الجملة، و إن كان تفصيله يطول به الشرح.