قِيلَ: وَ مَا هِيَ؟ قَالَ: الدُّهْنُ وَ الْمِجْمَرُ[1].
23- وَ لَمَّا عَزَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَى الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ ما شاءَ اللَّهُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ خُطَّ[2] الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ[3] الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ، وَ مَا أَوْلَهَنِي إِلَى[4] أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ، وَ خُيِّرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ كَأَنِّي بِأَوْصَالِي تَقَطَّعُهَا[5] عُسْلَانُ الْفَلَوَاتِ[6]، بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَ كَرْبَلَاءَ فَيَمْلَأَنَّ مِنِّي أَكْرَاشاً جُوفاً، وَ أَجْرِبَةً سُغْباً لَا مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ، رِضَى اللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ، نَصْبِرُ عَلَى بَلَائِهِ وَ يُوَفِّينَا أُجُورَ[7] الصَّابِرِينَ لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَحْمَةٌ هِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ، وَ يُنَجَّزُ لَهُمْ[8] وَعْدُهُ، مَنْ[9] كَانَ بَاذِلًا فِينَا مُهْجَتَهُ، وَ مُوَطِّناً عَلَى لِقَاءِ اللَّهِ[10] نَفْسَهُ، فَلْيَرْحَلْ فَإِنِّي رَاحِلٌ مُصْبِحاً، إِنْ شَاءَ اللَّهُ[11].
[1] أورده في كشف الغمة: 2/ 31، و فيه: دعاه عبد الله بن الزبير و أصحابه فأكلوا، عنه البحار: 78/ 195 ح 9.
و في مقصد الراغب: 138( مخطوط) و فيه: قيل: انه دعى الى طعام دعاه بعض أصحابه.
[2]« أ، ب» و المقصد: حط، و ما أثبتناه من« خ ل، ط».
[3]« أ، ب» و المقصد: كحط.
[4]« أ، ب» على.
[5]« أ، ب» يتقطعها، و في المقصد: يقطعها.
[6]« ب» غسلان القلوب، و في المقصد: يقطعها علاف القلوب. و العسلان: الذئاب.
[7]« أ» جزاء.
[8]« أ» بهم.
[9]« أ» و من،« ط» فمن.
[10]« أ، ب» لقاءنا.
[11] أورده في كشف الغمة: 2/ 29، و في كتاب الملهوف: 25، عنهما البحار: 44/ 366 و في مثير الاحزان: 41.