5- وَ خَطَبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ الْحِلْمَ زِينَةٌ، وَ الْوَفَاءَ[1] مُرُوَّةٌ، وَ الصِّلَةَ نِعْمَةٌ وَ الِاسْتِكْبَارَ صَلَفٌ، وَ الْعَجَلَةَ سَفَهٌ، وَ السَّفَهَ ضَعْفٌ، وَ الْعُلُوَّ[2] وَرْطَةٌ، وَ مُجَالَسَةَ الدُّنَاةِ شَيْنٌ[3]، وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ الْفِسْقِ رِيبَةٌ[4].
6- وَ خَطَبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ نَافِسُوا فِي الْمَكَارِمِ، وَ سَارِعُوا فِي الْمَغَانِمِ (وَ لَا تَحْتَسِبُوا بِمَعْرُوفٍ)[5] لَمْ تُعَجِّلُوهُ، وَ اكْتَسِبُوا الْحَمْدَ بِالنُّجْحِ، وَ لَا تَكْتَسِبُوا بِالْمَطْلِ ذَمّاً، فَمَهْمَا يَكُنْ لِأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ صَنِيعَةٌ لَهُ رَأَى أَنَّهُ لَا يَقُومُ بِشُكْرِهَا فَاللَّهُ لَهُ بِمُكَافَاتِهِ، فَإِنَّهُ أَجْزَلُ عَطَاءً وَ أَعْظَمُ أَجْراً.
[وَ] اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَحُوزُوا نِقَماً، وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَعْرُوفَ يَكْسِبُ حَمْداً، وَ[6] يُعَقِّبُ أَجْراً، فَلَوْ رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ رَجُلًا رَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلًا يَسُرُّ النَّاظِرِينَ وَ يَفُوقُ الْعَالَمِينَ، وَ لَوْ رَأَيْتُمُ اللُّؤْمَ رَجُلًا رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً تَتَنَفَّرُ[7] مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ تُغَضُ[8] دُونَهُ الْأَبْصَارُ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ جَادَ سَادَ، وَ مَنْ بَخِلَ رَذِلَ، وَ إِنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَى مَنْ[9] لَا يَرْجُوهُ، وَ إِنَّ أَعْفَى النَّاسِ مَنْ عَفَا عِنْدَ قُدْرَتِهِ، وَ إِنَّ أَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ مَنْ
[1]« أ، ط» الوقار.
[2] فى الكشف: الغلوّ.
[3]« ب» شرّ.
[4] أورد في كشف الغمّة: 2/ 30، عنه البحار: 78/ 122 ح 5، و في مقصد الرّاغب:
126( مخطوط).
[5]« ب» لا تحسبوا المعروف ان.
و الاحتساب من الحسب، كالاعتداد من العدّ، و الاحتساب في الاعمال الصّالحة و عند المكرهات هو البدار الى طلب الاجر، و تحصيله بالتّسليم و الصّبر، أو باستعمال أنواع البرّ، و القيام بها على الوجه المرسوم فيها طالبا للثّواب المرجوّ منها.
[6]« ب» أو.
[7]« ب» يتنفز، و في الكشف: تنفز. و نفزه: جعله ينفر.
[8] فى النّسخ الثّلاث: و تنغض. تنغض الشىء: تحرّك و اضطرب.
و ما أثبتناه كما في المصادر. و غضّ طرفه: كسره، و أطرق و لم يفتح عينه.
[9]« ب» ما.