فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
أَمَّا الْكَرَمُ فَالتَّبَرُّعُ بِالْمَعْرُوفِ، وَ الْإِعْطَاءُ قَبْلَ السُّؤَالِ، وَ الْإِطْعَامُ فِي الْمَحْلِ وَ أَمَّا النَّجْدَةُ فَالذَّبُّ عَنِ الْجَارِ، وَ الصَّبْرُ فِي الْمَوَاطِنِ، وَ الْإِقْدَامُ فِي الْكَرِيهَةِ وَ أَمَّا الْمُرُوَّةُ فَحِفْظُ الرَّجُلِ دِينَهُ، وَ إِحْرَازُهُ نَفْسَهُ مِنَ الدَّنَسِ، وَ قِيَامُهُ بِضَيْعَتِهِ[1] وَ أَدَاءُ الْحُقُوقِ، وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ[2].
33- وَ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ فِي مَوَاعِظِهِ لِأَوْلِيَائِهِ وَ مَوَالِيهِ: يَا ابْنَ آدَمَ عِفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى تَكُنْ عَابِداً، وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [لَكَ][3] تَكُنْ غَنِيّاً، وَ أَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِماً، وَ صَاحِبِ النَّاسَ بِمِثْلِ مَا[4] تُحِبُّ أَنْ يُصَاحِبُوكَ [بِهِ][5] تَكُنْ عَدْلًا، إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ يَجْمَعُونَ كَثِيراً، وَ يَبْنُونَ شَدِيداً[6]، وَ يَأْمُلُونَ بَعِيداً أَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بَوْراً، وَ عَمَلُهُمْ غُرُوراً، وَ مَسَاكِنُهُمْ قُبُوراً.
يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمُرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ [لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ][7]، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَتَزَوَّدُ، وَ الْكَافِرَ يَتَمَتَّعُ.
وَ كَانَ يَتْلُو بَعْدَ هَذِهِ الْمَوْعِظَةِ: وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى[8].
[1]« ب» بضعته،« خ ل» بصفته. و الضيعة: الحرفة.
[2] عنه مستدرك الوسائل: 2/ 394 ح 15. و أورده في مقصد الراغب: 128( مخطوط).
[3] ليس في« أ» و الكشف.
[4]« ب» الذى.
[5] من« أ» و الكشف، و في« ب» بمثله.
[6] في الكشف: مشيدا.
[7] من الكشف.
[8] أورده في كشف الغمة: 1/ 572، عنه البحار: 78/ 112 ضمن ح 6، و في مقصد الراغب: 128( مخطوط)، و في أعلام الدين: 186( مخطوط) عنه البحار المذكور ص 116 ضمن ح 12. و الاية: 197 من سورة البقرة.