ان قلت هنا اشكال و هو انّه لو كان إنكار الضروريّ موجبا للكفر بملاك
تكذيب النبي فكيف لا يحكم بكفر من ردّ المتعتين معربا عن ذلك بقوله: متعتان
محلّلتان كانتا في زمن رسول اللّه و انا احرّمهما و أعاقب عليهما [1] كما انّه قال
عند نزول آية حجّ التمتّع معترضا على ذلك: نحجّ و رؤسنا تقطر [2] فاستهجن و استبعد
توجّه الناس الى الحج و إحرامهم به و الحال انّ رؤسهم تقطر ماء الغسل عن مجامعة
النساء بعد الفراغ عن العمرة كما انّه يرد هذا الإشكال في مورد عثمان أيضا فإنّه
أمر مناديه في الحج ينادى: اجعلوها حجّة و خالفه أمير المؤمنين و رفع صوته لبيك
بحجّة و عمرة معا لبّيك و قد صرّح عثمان في هذه القضيّة في جواب اعتراض علىّ عليه
السلام و إيراده في ذلك بأنّ: هذا رأي رأيته. [3]
______________________________
فقال: هو سعيد بن زيد و بهذا الاسناد أخرجه الترمذي في جامعه- 13:
183، 186، و ابن الديبع في تيسير الوصول 3: 260، ذكره بالطريقين المحبّ الطبري في
الرياض النضرة 1: 20 راجع الغدير ج 10 ص 118.
[1]. ضبط العبارة على نقل صحيح مسلم ج 1 ص 395 و سنن البيهقي ج 7 ص
206- على ما حكاه الغدير ج 6 ص 210- هكذا: كانتا متعتان على عهد رسول اللّه و انا
أنهى عنهما و أعاتب عليهما متعة النساء. و الأخرى متعة الحج. و في شرح ابن ابى
الحديد ج 1 ص 182 متعتان كانتا على عهد رسول اللّه و انا محرّمهما و معاقب عليهما
متعة النساء و متعة الحج.
[2]. أقول: في الوسائل ج 8 ح 25 من أبواب أقسام الحج: محمد بن على
بن الحسين قال: نزلت المتعة على النبي عند المروة بعد فراغه من السعى فقال: ايها
الناس هذا جبرئيل- و أشار بيده الى خلفه- يأمرني أن آمر من لم يسق هديا ان يحلّ و
لو استقبلت من امرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم و لكنّي سقت الهدى و ليس لسائق
الهدى ان يحلّ حتّى يبلغ الهدى محلّه فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم (خثعم)
الكناني فقال: يا رسول اللّه علّمنا ديننا فكأنّما خلقنا اليوم أ رأيت هذا الذي
أمرتنا به لعامنا هذا أو للأبد؟ فقال رسول اللّه (ص): لا بل لا بد الأبد و انّ
رجلا قام فقال: يا رسول اللّه نخرج حجّاجا و رؤسنا تقطر؟ فقال: انّك لن تؤمن بهذا
ابدا.
[3]. في الوسائل ب 21 من أبواب الإحرام ح 7 عن الحلبي عن ابى عبد
إله قال: انّ عثمان خرج حاجّا فلمّا صار الى الأبواء أمر مناديا ينادى بالناس:
اجعلوها حجّة و لا تمتّعوا فنادى المنادي فمرّ المنادي بالمقداد بن الأسود فقال.
فلما انتهى المنادي الى على عليه السلام و كان عند