الكفر في اللّغة: التغطية و الستر، يقال: كفرت الشيء، أي سترته، و
لذا يطلق الكافر على الزارع، لأنّه إذا القى البذر في الأرض فقد ستره و غطّاه، و
قد ورد هذا الإطلاق في القرآن الكريم قال اللّه تعالى
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً. [1] و في اصطلاح الشارع و عرف
المتشرّعة هو الجحد، فمن نفى الصانع أو جحد توحيده أو أنكر النبوّة مثلا فهو كافر
بلا فرق بين كون الجاحد مقرّا و معتقدا في الواقع و مذعنا بضميره و قلبه و بين
كونه جاحدا في قلبه ايضا.
و هنا بحث و هو انّه هل التقابل بين الكفر و الإسلام تقابل العدم و
الملكة كالعمى و البصر حيث انّ العمى عدم البصر لمن كان من شأنه البصر، فمن كان
من
______________________________
[1]. سورة الحديد الآية 20 أقول: و قال لبيد الشاعر: في ليلة كفر
النجوم غمامها. اى ستر.