فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
ثم قالت: من قتله؟ فقيل: رجل من مراد فقالت:
فإن يك نائيا فلقد بغاه * غلام ليس في فيه التراب
فقالت لها زينب بنت أم سلمة: العلي (عليه السلام) تقولين هذا؟ فقالت:
إذا نسيت فذكروني، ثم تمثلت:
ما زالت إهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركت كأن قولك فيهم * في كل مجتمع طنين ذباب [1]
(565)
أم سلمة ومعاوية
كتب معاوية إلى عماله أن يلعنوه - يعني عليا (عليه السلام) - على المنابر، ففعلوا، فكتبت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى معاوية:
" إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله " فلم يلتفت إلى كلامها [2].
(566)
قيس بن سعد ومعاوية
أخرج الحافظ عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: قدم قيس بن سعد على معاوية، فقال له معاوية: وأنت يا قيس تلجم علي مع من ألجم؟ أما والله لقد كنت أحب أن لا تأتيني هذا اليوم إلا وقد ظفر بك ظفر من أظافري موجع.
[1] بهج الصباغة: ج 6 / 419. [2] الغدير: ج 2 / 102 عن العقد