عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض،
<=
الجزع، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة فضحه الفقر، وإن أجهده الجوع أقعده الضعف، وإن أفرط به الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد.
فقال له معاوية: زدني كلما وعيته من كلامه.
فقال: هيهات أن آتي على جميع ما سمعته منه. ثم قال: سمعته يوصي كميل بن زياد [ ذات يوم فقال له ] يا كميل! ذب عن المؤمن، فإن ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله، وظالمه خصم الله، وأحذركم من ليس له ناصر إلا الله. قال: وسمعته يقول ذات يوم: إن هذه الدنيا إذا أقبلت على قوم أعرتهم محاسن غيرهم، وإذا أدبرت عنهم سلبتهم محاسن أنفسهم. قال وسمعته يقول: بطر الغنى يمنع من عز الصبر. قال: وسمعته يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون نظره عبرة، وسكوته فكرة، وكلامه حكمة.
ورواه (يعني ما تقدم من كلام ضرار في وصف أمير المؤمنين (عليه السلام)) في ملحقات الاحقاق:
ج 8 ص 598 عن أمالي القالي، وربيع الأبرار: ص 15، والتطريز: ص 122، ودر بحر المناقب: ص 9، ونهاية الأدب: ج 3 ص 173، ونظم درر السمطين: ص 134، والرياض النضرة: ج 2 ص 212، وذخائر العقبى: ص 100، والمستطرف: ج 2 ص 127، والأرجوزة: ص 300، والكواكب الدرية: