قال أطعمني فإنّي جائع‌

و اعتجل فالوقت سيف قاطع‌

أ أشهد بالجهل في مجلس‌

و علمي في الكتب مستودع‌

في مأتين بعد ألف وقعا

بعدهما تسعون حيث اجتمعا

النّفس تهوى من يجور و يعتدي‌

و النّفس مائلة إلى الممنوع‌

آباء أجسادنا هم سبب‌

لأن جعلنا عرائض التّلف‌

فساد كبير عالم متهتّك‌

و أكبر منه جاهل متنسّك‌

تريدين لقيان المعالي رخيصة

و لا بدّ دون الشّهد من إبر النّحل‌

و لا تشارك في الحديث أهله‌

و إن عرفت فرعه و أصله‌

و ليس العمى طول السؤال و إنّما

تمام العمى طول السّكوت على الجهل‌

يقولون لي فيك انقباض و إنّما

رأوا رجلا عن موقف الذلّ أحجما

فكأنّها أحلام نوم لم تكن‌

يا ليتها دامت و لم تتصرّم‌

إنّ المعلّم و الطبيب كلاهما

لا ينصحان إذا هما لا يكرما

يرى الناس دهنا في قوارير صافيا

و لم تدر ما يجري على رأس سمسم‌

و من منح الجهّال علما أضاعه‌

و من منع المستوجبين فقد ظلم‌

قال المنجّم و الطبيب كلاهما

لا تحشر الأجساد قلت إليكما

يقول بسم اللّه للتّعظيم‌

لربّه الرّحمن و الرّحيم‌

أعوذ باللّه من الشّيطان‌

و من شقاء النّفس في الطّغيان‌

بقيّة العمر عندي ما لها ثمن‌

و ما مضى غير محمود من الزّمن‌

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها

و لن تكرم النّفس التي لا تهينها

أرى لك نفسا تشتهي أن تعزّها

فلست تنال العزّ حتّى تذلّها

و هاهنا قد تمّت الرّسالة

في غاية السّرعة و العجاله‌

شكوت إلى وكيع سوء حفظي‌

فأرشدني إلى ترك المعاصي‌