نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 343
و متى آل الحال إلى النسخ فليشمر له فإن الله يعينه و لا يضيع
به حظه من العلم و لا يفوت الحظ إلا بالكسل و من ضبط وقته حصل مطلبه و قد تقدم[1] جملة صالحة
في ذلك.
ممن لا ضرر منه بها
استحبابا مؤكدا لما فيه من الإعانة على العلم و المعاضدة على الخير و المساعدة على
البر و التقوى مع ما في مطلق العارية من الفضل و الأجر و قد قال بعض السلف بركة
العلم إعارة الكتب[3] و قال آخر
من بخل بالعلم ابتلي بإحدى ثلاث أن ينساه أو يموت فلا ينتفع به أو تذهب كتبه[4] و ينبغي
للمستعير أن يشكر للمعير ذلك لإحسانه و يجزيه خيرا.
السادسة
[6-] إذا استعار كتابا
وجب عليه حفظه
من التلف و التعيب و أن
لا يلط به و لا يطل مقامه عنده بل يرده إذا قضى حاجته و لا يحبسه إذا استغنى عنه
لئلا يفوت الانتفاع به على صاحبه و لئلا يكسل عن تحصيل الفائدة منه و لئلا يمنع
صاحبه من إعارة غيره إياه[5]. و أما إذا
طلبه المالك حرم عليه حبسه و يصير ضامنا له و قد جاء في ذم الإبطاء برد الكتب عن
السلف أشياء كثيرة نظما و نثرا[6] و بسبب
حبسها و التقصير في حفظها امتنع غير واحد من إعارتها.
[1]- لعلّه يريد ما تقدّم في القسم الأوّل من
النوع الثالث من الباب الأوّل، ص 224- 231.
[2]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 167- 168؛« شرح
المهذّب» ج 1/ 67.
[3]-« أدب الإملاء و الاستملاء»/ 175؛« تدريب
الراوي» ج 2/ 90. و في« شرح المهذّب» ج 1/ 67 نسب إلى وكيع.
[4]- قاله سفيان الثوري كما في« تدريب الراوي» ج
2/ 90؛ و« شرح المهذّب» ج 1/ 67. قال المحدّث الجزائريّ رحمه اللّه في« الأنوار
النعمانية» ج 3/ 371:« و هذا شيء شاهدناه مرارا كثيرة، و قد كان لنا شيخ يحصل منه
بعض البخل بالكتب، فبقيت كتبه بعده، قد باعتها بناته في الأسواق بأبخس قيمة؛ و كان
لنا شيخ آخر إذا طلبنا نحن أو غيرنا منه كتابا و كان له حاجة إليه قلع الأوراق
التي يحتاج إليها و أعطى الباقي، فنمت كتبه و انتفع العلماء بها و أعطاه اللّه
تعالى أولادا قابلين للعلم و فهمه».
[5]- انظر« تقييد العلم»/ 146- 150 في« من سلك في
إعارة الكتاب طريق البخل و ضنّ به عمّن ليس له بأهل».