responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 316

يشمر لجحده بما قدر عليه من التلبيس و المخادعة و المكر و الحيلة ثم تصير المماراة له عادة و طبيعة حتى لا يسمع كلاما إلا و تنبعث داعيته للاعتراض عليه إظهارا للفضل و استنقاصا بالخصم و إن كان محقا قاصدا إظهار نفسه لا إظهار الحق. و قد تلونا عليك بعض ما في المِراء من الذم و ما يترتب عليه من المفاسد[1] و قد سوى الله تعالى بين من افترى على الله كذبا و بين من كذب بالحق فقال تعالى‌ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ‌[2] و هو كبر أيضا لما تقدم‌[3] من أنه عبارة عن رد الحق على قائله و المراء يستلزم ذلك.

وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَ أَبِي أُمَامَةَ وَ وَاثِلَةَ وَ أَنَسٍ قَالُوا خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْماً وَ نَحْنُ نَتَمَارَى فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُمَارِي ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِيَ قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ الْمُمَارِيَ لَا أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَأَنَا زَعِيمٌ بِثَلَاثَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ فِي رِبَاضِهَا [رُبُضِهَا][4]، وَ أَوْسَطُهَا وَ أَعْلَاهَا لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَ هُوَ صَادِقٌ ذَرُوا الْمِرَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِي عَنْهُ رَبِّي بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ الْمِرَاءُ[5].

وَ عَنْهُ ص‌ ثَلَاثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ‌


[1]- قد تقدّم بعض الكلام في ذمّ المراء في الأمر الثاني من القسم الثاني من النوع الأوّل من الباب الأوّل، ص 170- 173.

[2]- سورة العنكبوت( 29): 68.

[3]- تقدّم في الأمر الرابع من القسم الثاني من النوع الأوّل من الباب الأوّل، ص 175- 176.

[4]- قال المنذري في« الترغيب و الترهيب» ج 1/ 131:« ربض الجنّة- بفتح الراء و الباء الموحّدة و بالضاد المعجمة-:

ما حولها»؛ و في« لسان العرب» ج 7/ 152، مادة« ربض»:« و في الحديث: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة؛ هو بفتح الباء: ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن و تحت القلاع».

[5]-« الترغيب و الترهيب» ج 1/ 131، باب الترهيب من المراء و الجدال، الحديث 2؛« مجمع الزوائد» ج 1/ 156، روياه عن الطبراني في« الكبير»، و فيهما« في رباضها» كالمتن.

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست