نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 275
و ينبغي الإسراع بها بعد القيام من المجلس قبل تفرق أذهانهم و
تشتت خواطرهم و شذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم ثم يتذاكروه في بعض الأوقات فلا شيء
يتخرج[1] به الطالب
في العلم مثل المذاكرة. فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه و كرر معنى
ما سمعه و لفظه على قلبه و ليعلق ذلك بخاطره فإن تكرار المعنى على القلب كتكرار
اللفظ على اللسان و قل أن يفلح من اقتصر على الفكر و التعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم
يتركه و يقوم و لا يعاوده.
الثامن و العشرون
[28-] أن تكون
المذاكرة المذكورة في غير مجلس الشيخ
أو فيه بعد انصرافه بحيث
لا يسمع لهم صوتا فإن اشتغالهم بذلك و إسماعهم له قلة أدب و جرأة سيما إذا كان لهم
معيد فإن تصدره للإعادة في مجلس الشيخ من أقبح الصفات و أبعدها عن الآداب اللهم
إلا أن يأمره الشيخ بذلك لمصلحة يراها.
التاسع و العشرون
[29-] على الطلبة
مراعاة الأدب المتقدم أو قريبا منه مع كبيرهم
و معيدهم فلا ينازعوه
فيما يقوله لهم إذا وقع منهم فيه شك بل يترفقوا في تحقيق الحال و يتوصلوا إلى بيان
الحق بحسب الإمكان فإذا بقي الحق مشتبها راجعوا الشيخ فيه بلطف من غير بيان من
خالف و من وافق مقتصرين على إرادة بيان الصواب كيف كان.
[30-] يجب على من علم
منهم بنوع من العلم و ضرب من الكمال
أن يرشد رفقته و يرغبهم
في الاجتماع و التذاكر و التحصيل و يهون عليهم مئونته و يذكر لهم ما استفاده من
الفوائد و القواعد و الغرائب على جهة النصيحة و المذاكرة فبإرشادهم يبارك الله له
في علمه و يستنير قلبه و تتأكد المسائل عنده مع ما فيه من جزيل ثواب الله تعالى و
جميل نظره و عطفه.
[1]- قال في« لسان العرب» ج 2/ 250، مادة« خرج»:«
معنى خرّجها: أدّبها كما يخرّج المعلّم تلميذه، و قد خرّجه في الأدب فتخرّج».
[2]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 162- 163؛« شرح
المهذّب» ج 1/ 65.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 275