responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 241

تربيته و قد سئل الإسكندر ع ما بالك توقر معلمك أكثر من والدك فقال لأن المعلم سبب لحياتي الباقية و والدي لحياتي الفانية[1]. و أيضا لم يقصد الوالد في الأغلب في مقاربة والدته وجوده و لا كمال وجوده و إنما قصد لذة نفسه فوجد هو و على تقدير قصده لذلك فالقصد المقترن بالفعل أولى من القصد الخالي عنه و أما المعلم فقصد تكميل وجوده و سببه و بذل فيه جهده و لا شرف لأصل الوجود إلا بالإضافة إلى العدم فإنه حاصل للديدان و الخنافس و إنما الشرف في كماله و سببه المعلم. و قد روي أن السيد الرضي الموسوي قدس الله روحه‌[2] كان عظيم النفس عالي الهمة أَبِيَّ الطبع لا يقبل لأحد منة[3] و له في ذلك قصص غريبة مع الخليفة العباسي حين أراد صلته بسبب مولود ولد له‌[4] و غيره و منها أن بعض مشايخه‌[5] قال له يوما بلغني أن دارك ضيقة لا تليق بحالك و لي دار واسعة صالحة لك قد وهبتها لك فانتقل إليها فأبى فأعاد عليه الكلام فقال يا شيخ أنا لم أقبل بر أبي قط فكيف‌


[1]-« محاضرات الأدباء» ج 1/ 45؛« أخلاق ناصري»/ 271؛« الذريعة إلى مكارم الشريعة»/ 119.

[2]- نرجو من يرغب التفصيل عن حياة الرضيّ و آثاره القيّمة أن يراجع نشرة« تراثنا» العدد الخامس.

[3]- قال ابن أبي الحديد في« شرح نهج البلاغة» ج 1/ 33:« و كان عفيفا شريف النفس، عالي الهمّة ملتزما بالدين و قوانينه، و لم يقبل من أحد صلة و لا جائزة، حتّى أنّه ردّ صلات أبيه، و ناهيك بذلك شرف نفس و شدّة ظلف؛ فأمّا بنو بويه فإنّهم اجتهدوا على قبوله صلاتهم فلم يقبل».

[4]-« شرح نهج البلاغة» ج 1/ 39- 40؛ قال فيه:« و قرأت بخطّ محمّد بن إدريس الحلّي الفقيه الإماميّ، قال:

حكى أبو حامد أحمد بن محمّد الأسفراييني الفقيه الشافعي، قال: كنت يوما عند فخر الملك أبي غالب محمّد ابن خلف وزير بهاء الدولة و ابنه سلطان الدولة، فدخل عليه الرضي أبو الحسن، فأعظمه و أجلّه و رفع من منزله، و خلّى ما كان بيده من الرقاع و القصص و أقبل عليه يحادثه إلى أن انصرف ... فقال‌[ يعني فخر الملك‌]: هذا كتاب الرضي، اتّصل بي أنّه قد ولد له ولد، فأنفذت إليه ألف دينار، قلت له: هذه للقابلة فقد جرت العادة أن يحمل الأصدقاء إلى أخلائهم و ذوي مودّتهم مثل هذا في مثل هذه الحال، فردّها و كتب إليّ هذا الكتاب فاقرأه. قال‌[ يعني أبا حامد الأسفراييني‌]: فقرأته، و هو اعتذار عن الردّ و في جملته: إنّنا أهل بيت لا يطلع على أحوالنا قابلة غريبة، و إنّما عجائزنا يتولّين هذا الأمر من نسائنا و لسن ممّن يأخذن أجرة و لا يقبلن صلة ...» و انظر لنقد و تزييف بعض هذه الحكاية- الذي لم ننقله- مقالة« الرضي و المرتضى كوكبان»، المطبوع في نشرة« تراثنا»، العدد الخامس، ص 248- 262.

[5]- هو الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبريّ الفقيه المالكي كما في« شرح نهج البلاغة» ج 1/ 34.

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست