و حالة الشباب و قوة
البدن و نباهة الخاطر و سلامة الحواس و قلة الشواغل و تراكم العوارض سيما قبل
ارتفاع المنزلة و الاتسام بالفضل و العلم فإنه أعظم صاد عن درك الكمال بل سبب تام
في النقصان و الاختلال. قال بعضهم تفقهوا قبل أن تسودوا[3] أي تصيروا سادة فتأنفوا من التعلم أو
تستحيوا منه بسبب المنزلة فيفوتكم العلم. و قال آخر تفقه قبل أن تترأس فإذا رأست
فلا سبيل إلى التفقه[4].
[1]-« تهذيب التهذيب» ج 11/ 129، و فيه:« قال عليّ
بن خشرم[ بزنة جعفر]: رأيت وكيعا و ما رأيت بيده كتابا قطّ، إنّما هو يحفظ،
فسألته عن دواء الحفظ، فقال: ترك المعاصي، ما جرّبت مثله للحفظ». و انظر« روضة
العقلاء»/ 39.
و اعلم أنّ في جميع نسخ« منية
المريد»:« علي بن حشرم» بالحاء المهملة؛ و الصواب« علي بن خشرم» بالخاء المعجمة،
كما في« تهذيب التهذيب» ج 11/ 129، ج 7/ 316- 317؛ و« تدريب الراوي» ج 1/ 224. و
انظر ترجمة عليّ بن خشرم( 165- 257 ه) في« تهذيب التهذيب» ج 7/ 316- 317.
[2]-« تعليم المتعلّم»/ 26، و البيت الثاني فيه
هكذا:
\sُ« فإنّ الحفظ فضل من إله\z و فضل اللّه لا يهدى لعاصي».\z\E
[3]- قاله عمر، كما في« صحيح البخاريّ» ج 2/ 41،
كتاب العلم؛« سنن الدارميّ» ج 1/ 79؛« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 103؛« مختصر
نصيحة أهل الحديث»/ 29؛« أدب الدنيا و الدين»/ 58؛« المحاسن و المساوئ»/ 11؛«
التبيان في آداب حملة القرآن»/ 1؛« شرح المهذّب» ج 1/ 64.
[4]- قاله الشافعي، كما في« الفقيه و المتفقه» ج
2/ 78، 79؛« تذكرة السامع»/ 134؛« التبيان في آداب حملة القرآن»/ 27؛« شرح
المهذّب» ج 1/ 64.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 225