responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 202

و هكذا ينبغي أن يوسع على الطالب طريق التعلم في غيره و إذا رأى مرتبة العلم الذي بيده متأخرة عما بيد غيره يرشده إلى من بيده السابق فإن ذلك هو الواجب من نصح المسلمين و حفظ العلم و الدين و أتم الدليل على كمال المعلم و موجب الملكة الصالحة للمتعلم.

التاسع عشر[1] و هو من المهم‌

[19-] أن لا يتأذى ممن يقرأ عليه إذا قرأ على غيره أيضا

لمصلحة راجعة إلى المتعلم فإن هذه مصيبة يبتلى بها جهلة المعلمين و من لا يريد بعلمه وجه الله تعالى لغباوتهم و فساد نياتهم. و هو من أوضح الأدلة على عدم إرادتهم بالتعليم وجه الله الكريم و ثوابه الجسيم فإنه عبد مأمور بأداء رسالة سيده إلى بعض عبيده فإذا أرسل السيد عبدا آخر لأداء الرسالة لا ينبغي للأول الغضب فإن ذلك لا ينقصه عند السيد بل يزيده قدرا و رفعة عنده إذا وجده ممتثلا لما يريده منه أو من غيره. فالواجب على المعلم إذا وجد من الطالب نشاطا و قوة على تعدد الدرس و لم يقدر على تحصيل غرضه بنفسه أن يرشده ابتداء إلى من يقرأ عليه درسا آخر فإن ذلك من تمام النصيحة و رعاية حفظ الأمانة و هذا أمر اتفق لي مع بعض مشايخي بمصر[2] أحسن الله جزاءه. هذا كله إذا كان المعلم الآخر الذي انتقل إليه الطالب بنفسه أهلا أما لو كان جاهلا مع عدم علم الطالب أو فاسقا أو مبتدعا أو كثير الغلط و نحو ذلك بحيث يفيد الطالب ملكة رديئة لا يرجح عليها ما يحصله من العلم عليه فالتحذير من الاغترار به حسن مع مراعاة المقصد الصحيح المنجح‌ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‌[3].

العشرون‌

[20-] إذا تكمل الطالب‌

و تأهل للاستقلال بالتعليم و استغنى عن التعلم‌


[1]- لاحظ« شرح المهذّب» ج 1/ 58.

[2]- تتلمذ المؤلّف، قدّس سرّه، على جماعة من العلماء بمصر في سنة 942- 943 ه. مدّة ثمانية عشر شهرا تقريبا، و من أراد الاطلاع عليهم فليراجع« الدرّ المنثور» ج 2/ 159- 162.

[3]- اقتباس من الآية 220 من سورة البقرة( 2).

نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست