نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 194
فعلى المعلم تحسين خلقه مع المتعلمين زيادة على غيرهم و
التلطف بهم إذا لقيهم و البشاشة و طلاقة الوجه و إظهار البشر و حسن المودة و إعلام
المحبة و إظهار الشفقة و الإحسان إليهم بعلمه و جاهه حسب ما يمكن. و ينبغي أن
يخاطب كلا منهم سيما الفاضل المتميز بكنيته و نحوها من أحب الأسماء إليه و ما فيه
تعظيم له و توقير فلقد
و بالجملة فالعالم
بالنسبة إلى المتعلم كالطبيب للمريض فكل ما يرجو به شفاءه فليفعله فإن داء الجهالة
النفسانية أقوى من الأدواء البدنية. و قد يتفق كون خلاف ما ذكرناه هو الصلاح و
الدواء كما يختلف ذلك باختلاف الأمزجة و الطباع.
و هو من جنس السابق إذا
غاب أحد منهم أو من ملازمي الحلقة زائدا على العادة سأل عنه و عن أحواله و موجب
انقطاعه فإن لم يخبر عنه بشيء أرسل إليه أو قصد منزله بنفسه و هو أفضل كما
كَانَ يَفْعَلُ
رَسُولُ اللَّهِ
[1]- في« الفقيه و المتفقه» ج 2/ 119؛ و« شرح
المهذّب» ج 1/ 52:« كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم، يكنّي
أصحابه إكراما لهم»؛ و في« إحياء علوم الدين» ج 2/ 323:« و لقد كان يدعو أصحابه
بكناهم إكراما لهم و استمالة لقلوبهم، و يكنّي من لم تكن له كنية فكان يدعى بما
كنّاه»؛ و راجع أيضا« المغني»- المطبوع بذيل« الإحياء»- ج 2/ 323.
[2]-« سنن الترمذي» ج 5/ 30، كتاب العلم، الباب 4،
الحديث 2650؛« كنز العمّال» ج 10/ 246، الحديث 29314؛« التبيان في آداب حملة
القرآن»/ 18؛« شرح المهذّب» ج 1/ 46.