و اعلم أن المتلبس
بالعلم منظور إليه و متأسى بفعله و قوله و هيأته فإذا حسن سمته و صلحت أحواله و
تواضعت نفسه و أخلص لله تعالى عمله انتقلت أوصافه إلى غيره من الرعية و فشا الخير
فيهم و انتظمت أحوالهم و متى لم يكن كذلك كان الناس دونه في المرتبة التي هو عليها
فضلا عن مساواته فكان مع فساد نفسه منشأ لفساد النوع و خلله و ناهيك بذلك ذنبا و
طردا عن الحق و بعدا و يا ليته إذا هلك انقطع عمله و بطل وزره بل هو باق ما بقي من
تأسى به و استن بسنته. و قد قال بعض العارفين إن عامة الناس أبدا دون المتلبس
بالعلم
[2]-« الكافي» ج 1/ 36، كتاب فضل العلم، باب صفة
العلماء، الحديث 1.
[3]- أي في الخبر الصحيح كما لا يخفى على من له
أدنى دربة؛ و لقد توهّم بعض مترجمي« منية المريد» بالفارسيّة توهّما فاسدا، فقال:«
يعني في الخبر الصحيح أو الكتاب الصحيح»! و هذا لعمري غلط فاحش و زلل فاضح و خطأ
واضح، لا ينبغي أن يصدر ممّن يتصدّى لترجمة« منية المريد».
[4]-« الكافي» ج 1/ 36، كتاب فضل العلم، باب صفة
العلماء، الحديث 3، و فيه:« رغبة عنه إلى غيره» بدل« رغبة عنه في غيره».
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 162