فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلًا يَزِيدُوكَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ[1].
وَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُوسَى ع عَظِّمِ الْحِكْمَةَ فَإِنِّي لَا أَجْعَلُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلَّا وَ أَرَدْتُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ فَتَعَلَّمْهَا ثُمَّ اعْمَلْ بِهَا ثُمَّ ابْذُلْهَا كَيْ تَنَالَ بِذَلِكَ كَرَامَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ[2].
وَ فِي الزَّبُورِ قُلْ لِأَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ رُهْبَانِهِمْ حَادِثُوا مِنَ النَّاسِ الْأَتْقِيَاءَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهِمْ تَقِيّاً فَحَادِثُوا الْعُلَمَاءَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا عَالِماً فَحَادِثُوا الْعُقَلَاءَ فَإِنَّ الْتُّقَى وَ الْعِلْمَ وَ الْعَقْلَ ثَلَاثُ مَرَاتِبَ مَا جَعَلْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فِي خَلْقِي وَ أَنَا أُرِيدُ هَلَاكَهُ[3].
قيل[4] و إنما قدم التقى لأن التقى لا يوجد بدون العلم كما تقدم من أن الخشية لا تحصل إلا بالعلم و لذلك قدم العلم على العقل لأن العالم لا بد و أن يكون عاقلا.
وَ فِي الْإِنْجِيلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السُّورَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْهُ وَيْلٌ لِمَنْ سَمِعَ بِالْعِلْمِ وَ لَمْ يَطْلُبْهُ كَيْفَ يُحْشَرُ مَعَ الْجُهَّالِ إِلَى النَّارِ اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَ تَعَلَّمُوهُ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِنْ لَمْ يُسْعِدْكُمْ لَمْ يُشْقِكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَرْفَعْكُمْ لَمْ يَضَعْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يُغْنِكُمْ لَمْ يُفْقِرْكُمْ وَ إِنْ لَمْ يَنْفَعْكُمْ لَمْ يَضُرَّكُمْ وَ لَا تَقُولُوا نَخَافُ أَنْ نَعْلَمَ فَلَا نَعْمَلَ وَ لَكِنْ قُولُوا نَرْجُو أَنْ نَعْلَمَ وَ نَعْمَلَ وَ الْعِلْمُ يَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُخْزِيَهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ مَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ ظَنَنَّا أَنْ يَرْحَمَنَا وَ يَغْفِرَ لَنَا فَيَقُولُ تَعَالَى فَإِنِّي قَدْ فَعَلْتُ إِنِّي قَدِ اسْتَوْدَعْتُكُمْ حِكْمَتِي لَا لِشَرٍّ أَرَدْتُهُ بِكُمْ بَلْ لِخَيْرٍ أَرَدْتُهُ بِكُمْ فَادْخُلُوا فِي صَالِحِ
[1]-« الكافي» ج 1/ 39، كتاب فضل العلم، باب مجالسة العلماء و صحبتهم، الحديث 1؛« جامع بيان العلم و فضله» ج 1/ 128- 129.
[2]-« تفسير الرازيّ» ج 2/ 188؛« درّة التاج» ج 1/ 33.
[3]-« تفسير الرازيّ» ج 2/ 188؛« درّة التاج» ج 1/ 34- 35.
[4]- القائل الفخر الرازيّ. راجع« تفسير الرازيّ» ج 2/ 188.