responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 357
خلاصة السبب الاَخير

نخرج من كلّ ما مرَّ بأنّ السبب الحقيقيّ الكامن وراء منع التدوين: لميكن لطمس فضائل أهل البيت حَسْبُ، بل هو خلُق جوٍّ فقهيّ جديد يستطيع الخليفة من خلاله أن يتكيّف لسدّ العجز الفقهيّ الذي يجده، ويتّضح هذا الاستنتاج عبر ملاحظة المقدّمات الآتية:
أ ـ عرفنا سابقاً أنّ أوّل بادرة لمنع التدوين ظهرت على لسان عمربن الخطّاب قبيل وفاة النبيّ، وذلك لمّا طلب (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتوه بالقلم والدواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً، وقول عمر في جواب طلب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الرجل لَيهجر! حسبنا كتاب الله.
فإنّ هذا المنع من التدوين وإن كان في ـ لحظة ما ـ موقفاً خاصّاً اضطرّ فيه الخليفة أن يمنع من التدوين لتوجيه أمر الخلافة بعد الرسول الوجهة التي يريد، إلاّ أنّ ذلك المنع قد اعتمد على ضرب قدسيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلالة قدره، وتجريح عصمته، ممّا فتح له الباب على مصراعيه لكي يُدلي بدلوه، وأن يفرض رأيه فرضاً على الصحابة ومن في الدار وأنّه قد أجاب نساء النبيّ لمّا قلن: ائتوا رسولَ الله بحاجته، فقال عمر لهنّ: اسكُتْنَ فإنّكنّ صواحبه: إذا مرِض عصرتُنّ أعينكن، وإذا صحّ أخذتنّ بعنقه. فقال النبيّ: هنّ خير منكم"[1].
والنصّ يكشف عن أنّ النبيّ لم يقبل بفعل عمر، بل كان(صلى الله عليه وآله وسلم) يريد التأكيد على مقولته السابقة في حجّة الوداع واستخلافه في الاَُمّة ثقلين، أحدهما أكبر من الآخر. إنّ عمر بن الخطّاب كان يتخوّف من تأكيد رسول الله على هذا الاَمر، فنسب إلى قدسيّة رسول الله الهُجر ـ وحاشاه ـ كي يقلّل من أهمّيّة مقولته(صلى الله عليه وآله وسلم). أو حتّى كتابته ـ لو قُدّر أن يكتبها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذ يضعف
____________


[1] كنز العمّال 5: 644|14133 الطبقات الكبرى 2: 244.
===============

نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست