responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 16
هذا، وإنّ مناقشتنا لهذه الاَسباب جاءت لتفهّم واقع التشريع الاِسلاميّ وملابساته، ولم نقصد به التعريض بمكانة أحد، إذ الميدان ميدان بحث ومناقشة، والعصر عصر منطق ودليل، فطرح رأي أحدٍ لا يعني التجاوز على حدود ذلك والمساس بكرامته، بل الاَقوال كلّها قيد البحث والمناقشة حتّى أنّنا لانرى قولنا يبتعد عن هذا الاَصل، لاَنَّ الوصول إلى الحقائق ـ والحقائق الدينيّة على نحوٍ خاصـ يظل هو الهدف السامي للاِنسان الذي يهمّه أمر المعرفة الصالحة، ويهمّه كذلك أمرُ تديّنه والاستعداد للقاء الله تعالى على بصيرة ويقين.
إنّ عالم الحضور بين يدي الله عزّ وجلّ في الآخرة يقوم على الحقّ والصدق. ومن هنا كان على من يفكِّر جادَّاً في ذالكم الحضور الجليل المهيب أن يسعى للخروج من موازين دار الوهم والاشتباه إلى موازين دار الفضل والحقّ، والله جلّ جلاله المستعان، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
السبب الاَوّل
ما طرحه الخليفة أبو بكر

ويستنتج ذلك من نصّين:
أ ـ ورد عن عائشة أنَّها قالت: "جَمَع أبي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب كثيراً.
قالت: فغمّني، فقلت: أتتقلّب لشكوى أو لشيء بَلَغك؟
فلمّا أصبح قال: أي بُنيّة، هَلُمِّي الاَحاديث التي عندك.
فجئته بها، فدعا بنار فحرقها.
فقلت: لِمَ أحرقتها؟
قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنتُه ووثقتُ [به]، ولم يكن كما حدّثني فأكون نقلت ذلك"[1].
ب ـ جاء في تذكرة الحفّاظ: ومن مراسيل ابن أبي مُليكة: "أنّ الصدِّيق جمع الناس بعد وفاة نبيّهم، فقال: إنَّكم تحدّثون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً. فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه"[2].
وقبل مناقشة النصّين، لنا استفهامان لا بدّ من الاِجابة عنهما:
الاَوّل: هل جمع الخليفة الاَوّل أحاديثه في زمن الرسول الاَعظم، وبأمر منه(صلى الله عليه وآله وسلم)، أم أنّه قد جمعها بعده نظراً للظروف السياسيّة والحاجة الاجتماعيّة؟
____________


[1] تذكرة الحفّاظ 1: 5، الاعتصام بحبل الله المتين 1: 30، حجّيّة السنّة: 394.

[2] تذكرة الحفّاظ 1: 2 3، حجّيّة السنّة: 394.
===============

نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست