نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 8
أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا
تتبين ولا
تدخل في حاسة من حواسه الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف. فمتى
تفكر العبد في ماهية البارئ وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له
لأنه عزوجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عزوجل خالقهم ومركب
أرواحهم في أجسادهم. وأما الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق ، وقوله صدق ، وكلامه
صدق ، ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ، ووعد بالصدق دار الصدق. وأما الميم
فدليل
على ملكه وأنه عزوجل الملك الحق لم يزل ولا يزال ، ولا يزول ملكه وأما الدال
فدليل على دوام ملكه وأنه عزوجل دائم ، تعالى عن الكون والزوال بل هو عزوجل
مكون الكائنات ، الذي كان بتكوينه كل كائن.
وقد أخرجت هذا
الحديث بتمامه في تفسير « قل هو الله أحد » في كتاب التوحيد [١]
(
باب )
* ( معنى قول الأئمة عليهمالسلام ان
الله تبارك وتعالى شئ ) *
١ ـ أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن
العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال للزنديق ـ حين سأله عن
الله ما هو؟ ـ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ارجع بقولي شئ إلى إثبات معنى وأنه شئ
بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة [٢].
٢ ـ أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن
محمد بن خالد
عن محمد بن عيسى ، عمن ذكره ، رفعه إلى أبي جعفر عليهالسلام أنه سئل أيجوز أن يقال : إن
[٢] « هو شئ بخلاف
الأشياء » أي موجود لا كسائر الموجودات التي هي ممكنات بل بحقيقة الشيئية وهي
حقيقة الوجود التي لا تقتضي حدا ولا نهاية والحدود والنقائص إنما هي من لوازم المهيات
الممكنة ، وحيث انه وجود صرف وشيئية محضة وإنية بحتة لا يقتضى حدا ولا ينتهى إلى طرف فليس بمادة
ولا صورة منطبعة فيها ولا مفارقة إياها. ( م )
نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 8