نام کتاب : معاني الأخبار نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 288
ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا لثواب الأبد لا مانع له دونه ، وما
كان سهولة
هناك على الكافر فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب
عليه العقاب وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله له بعد نفاد
حسناته ذلكم بأن الله عدل لا يجوز.
٢ ـ حدثنا محمد
بن القاسم المفسر الجرجاني ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا أحمد بن الحسن
الحسيني ، عن الحسن بن علي الناصر [ ي ] ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه
الرضا ،
عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي
بن
الحسين ، عن أبيه الحسين عليهمالسلام قال : قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : صف لنا الموت. فقال :
على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه : إما بشارة بنعيم الأبد ، وإما
بشارة
بعذاب الأبد ، وإما تحزين وتهويل وأمر [ ه ] مبهم لا يدري من أي الفرق هو ، فأما
ولينا المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد ، وأما عدونا المخالف علينا فهو
المبشر بعذاب
الأبد ، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا
يدري ما
يؤول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن
يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا وأطيعوا ، لا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل
فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.
٣ ـ وسئل الحسن
بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، ما الموت الذي جهلوه؟ قال : أعظم
سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا [١] عن دار النكد إلى نعيم الأبد ، وأعظم ثبور يرد على
الكافرين إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد.
وقال علي بن
الحسين عليهماالسلام ، : لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد
الامر تغيرت ألوانهم وارتعدت
فرائصهم ووجبت [٢] قلوبهم وكان الحسين عليهالسلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم
وتهدئ جوارحهم وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا لا يبالي بالموت! فقال